📁 آخر الأخبار

مقالة عن صعوبات التعلم

مقالة عن صعوبات التعلم

1- مقدمة

التعلم هو عملية معقدة ومتعددة الجوانب، تتطلب من الشخص استخدام مهارات وقدرات مختلفة لاكتساب وتطبيق المعرفة والمعلومات. ولكن ماذا يحدث عندما يواجه الشخص صعوبات أو عوائق في هذه العملية؟ ما هي الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى حدوث هذه الصعوبات؟ وكيف يمكن التعرف عليها وعلاجها والتغلب عليها؟

مقالة عن صعوبات التعلم
مقالة عن صعوبات التعلم

في هذه المقالة، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، وسنتعرف على مفهوم صعوبات التعلم وأنواعها وأسبابها وعلاجها. كما سنتناول بعض النصائح والإرشادات للتعامل مع صعوبات التعلم بشكل فعال وإيجابي.

يعود تاريخ صعوبات التعلم إلى القرن التاسع عشر، عندما بدأ العلماء يدرسون العلاقة بين الدماغ واللغة والتعلم. ومن بين أوائل الباحثين في هذا المجال الطبيب الألماني فرانسيس غال، الذي اكتشف أن هناك مناطق محددة في الدماغ تتحكم في وظائف معرفية مختلفة، وأن الإصابات المخية قد تسبب اضطرابات في اللغة والكلام. وفي القرن العشرين، ازداد الاهتمام بدراسة الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، وظهرت العديد من التسميات والتعريفات والتصنيفات لهذه الظاهرة. ويُعتبر الأمريكي صموئيل كيرك من أوائل من اقترح مصطلح “صعوبات التعلم” في عام 1963، كمفهوم تربوي يشير إلى الأفراد الذين لديهم معدل ذكاء متوسط أو فوق المتوسط، ولكنهم يواجهون مشكلات في التعلم بسبب اختلافات في معالجة المعلومات.

2- ما هي صعوبات التعلم ؟

صعوبات التعلم هي مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على قدرة الشخص على التعلم والتواصل والتفكير بشكل فعال. وتشمل صعوبات التعلم مجالات مختلفة مثل:

  • القراءة والكتابة والحساب: وهي تتعلق بالمهارات الأساسية للتعلم الأكاديمي، وتسمى أيضاً بالصعوبات الدراسية أو العلمية.
  • الفهم السمعي والبصري: وهي تتعلق بالقدرة على استقبال ومعالجة وفهم المعلومات السمعية والبصرية، وتسمى أيضاً بالصعوبات الإدراكية أو الحسية.
  • الأداء الحركي: وهو يتعلق بالقدرة على التحكم في الحركات الجسدية والعضلية والتنسيق بينها، ويسمى أيضاً بالصعوبات الحركية أو الحسية الحركية.

وتختلف صعوبات التعلم من شخص لآخر في درجة شدتها وطريقة ظهورها، وقد تستمر مع الشخص طوال حياته.

3- ما هي أسباب صعوبات التعلم ؟

هناك العديد من العوامل التي قد تسبب أو تزيد من خطر الإصابة بصعوبات التعلم، ومنها:

  • العوامل الوراثية: وهي تنتقل من الأبوين إلى الأبناء بسبب وجود طفرات جينية أو اختلالات في الصبغيات الجنسية.
  • العوامل البيئية: وهي تتعلق بالظروف التي تتعرض لها الأم أثناء الحمل أو الولادة، مثل تعاطي المخدرات أو الكحول أو التدخين أو التعرض للإشعاع أو العدوى أو النزيف أو الخنق. كما تشمل العوامل البيئية التي تواجه الطفل بعد الولادة، مثل سوء التغذية أو الإصابة بالرأس أو الإهمال أو الإساءة أو العدمية.
  • العوامل التعليمية: وهي تتعلق بجودة وكفاءة البيئة التعليمية التي يتلقى فيها الطفل التعليم، مثل عدم وجود برامج تعليمية ملائمة لاحتياجاته أو عدم توافر موارد تعليمية كافية أو عدم تدريب المعلمين على التعامل مع صعوبات التعلم.

4-تصنيفات صعوبات التعلم:

تصنيفات صعوبات التعلم
تصنيفات صعوبات التعلم

يرى كثيرٌ من المهتمين والمتخصصين في مجال صعوبات التعلم ضرورة تصنيف هذه الصعوبات بهدف تسهيل عملية دراسة هذه الظاهرة، واقتراح أساليب التشخيص والعلاج الملائمة، نظراً لتعدد واختلاف المشكلات التي يُظهرها الأطفال ذوي صعوبات التعلم باعتبارها مجموعة غير متجانسة. فقد حأول البعض تصنيف صعوبات التعلم بهدف تسهيل أساليب التشخيص والعلاج الملائمة لكل مجموعة حيث أنَّ الأسلوب الذي يصلح لإحدى الحالات التي تُعاني من صعوبة خاصة في التعلم قد لا يصلح لحالة أخرى.

أ-تصنيف كل من كيرك وكالفانت (1988):

صنف كل من كيرك وكالفانت (1988) صعوبات التعلم غلى ما يلي:
-صعوبات التعلم النمائية: وهي التي ترتكز على العمليات العقلية الأساسية التي يحتاجها الطفل أو التلميذ في تحصيله الدراسي، وينقسم إلى:
أ-الصعوبات الأولية: الانتباه، الإدراك، والذاكرة.
ب-الصعوبات الثانوية: اللغة، والتفكير.
-صعوبات التعلم الأكاديمية: وهي تلك المشكلات التي تتضمن كل من عسر القراءة والتهجي والتعبير والكتابة والحساب.

ب-تصنيف ميرسير (Mercer, 1992):

صنف ميرسير (Mercer, 1992; p. 53) صعوبات التعلم في ما يلي:
أ-المشكلات المعرفية: وتشتمل على:
*الانتباه قصير المدى.
*الإدراك.
*الذاكرة.
*حل المشكلات.
*ما وراء المعرفة.
ب-المشكلات الدراسية: وتشتمل على:
*مهارات القراءة.
*التعبير الكتابي.
*العمليات الحسابية.
*مهارات الكتابة.
ج-المشكلات الانفعالية والاجتماعية: وتشتمل على:
*العجز المتعلم أو المكتسب.
*التشتت الفكري.
*النشاط الزائد والإفراط الحركي.
*مفهوم الذات والدافعية والإدراك الاجتماعي.

ج-تصنيف سارانيل (Saranell, 1997):

صنف سارانيل (Saranell, 1997, pp. 177-181) صعوبات التعلم إلى ما يلي:
أ-الصعوبات المعرفية: وتضم:
*اضطرابات الانتباه مع فرط النشاط.
*اضطرابات الذاكرة.
*اضطرابات في الإدراك.
*صعوبات اللغة.
ب-الصعوبات الأكاديمية: وتضم:
*صعوبات القراءة.
*صعوبات التهجي.
*صعوبات التعبير الشفهي.
*صعوبات الكتابة.
*صعوبات الحساب.

د-تصنيف محمود منسي (2003):

صنف محمود منسي (2003) صعوبات التعلم إلى ما يلي:
أ-صعوبات التعلم المرتبة بالمدرسة: وتتمثل في مجموعة من الصعوبات:
*صعوبات التعلم المرتبطة بالمباني المدرسية.
*صعوبات التعلم المرتبطة بالمنهاج الدراسي.
ب-صعوبات التعلم المرتبطة بالمعلم: وتتمثل في مجموعة من الصعوبات:
*الإلمام بالمناهج الدراسي.
*الاتجاهات التربوية السليمة.
*طرائق التدريس المناسبة.
*الإعداد العلمي.
*التأهيل التربوي والتحديث.
ج-صعوبات التعلم المرتبطة بالمتعلم نفسه: وتتمثل في مجموعة من الصعوبات:
*صعوبات صحية كاللجلجة والتأتأة ... الخ.
*صعوبات تتعلق بعدم قدرة المتعلم على التعلم.
*صعوبات تتعلق بالميول والاتجاهات.
*صعوبات تتعلق بالتوافق.
*الاتجاه السلبي نحو المدرسة والتعلم.
*انخفاض مستوى الطموح.
د-صعوبات التعلم المرتبطة بالأسرة: وتتمثل في مجموعة من الصعوبات:
*التغذية غير الجيِّدة.
*قصور في النمو الاجتماعي.
*فقدان الاهتمام بالمتعلم.
*نقص ضروريات الدراسة.
*سوء الجو الدراسي بالمنزل.
*الخلافات الأسرية ... الخ.

5- كيف يمكن علاج صعوبات التعلم ؟

علاج صعوبات التعلم يتطلب تعاوناً بين الأسرة والمدرسة والأخصائيين الصحيين والنفسيين والتربويين. ويهدف العلاج إلى تقوية نقاط القوة لدى الطفل وتخفيف نقاط الضعف وتحسين مهاراته الأكاديمية والاجتماعية والانفعالية. ومن أهم الخطوات في العلاج هي:

  • التشخيص المبكر: وهو يساعد على تحديد نوع ودرجة صعوبة التعلم لدى الطفل وتحديد الخطة العلاجية المناسبة له.
  • التدخل المناسب: وهو يتضمن تقديم برامج تعليمية فردية أو جماعية تراعي احتياجات وقدرات الطفل وتستخدم طرقاً ووسائل تعليمية متنوعة ومحفزة ومرنة.
  • الدعم النفسي: وهو يتضمن تقديم الإرشاد والمشورة والعلاج النفسي للطفل وأسرته ومعلميه لمساعدتهم على التكيف مع صعوبات التعلم وتحسين تقدير الذات والثقة بالنفس والمشاركة الاجتماعية.
  • الدعم الصحي: وهو يتضمن تقديم العلاج الطبي أو الدوائي أو العلاج الطبيعي أو العلاج الوظيفي أو العلاج بالتخاطب أو العلاج بالموسيقى أو العلاج بالفن أو العلاج بالحيوانات أو غيرها من العلاجات التي تساعد على تحسين الوظائف الحركية والحسية واللغوية والإبداعية للطفل.

6- ما هي المصادر الموثوقة لمزيد من المعلومات عن صعوبات التعلم ؟

إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن صعوبات التعلم، يمكنك الاطلاع على بعض المصادر الموثوقة التالية:

  • [ما هي صعوبات التعلم ؟ أسبابها و علاجها ؟ - تعليم جديد]: وهو موقع إلكتروني يهتم بالتعليم والتربية والتطوير الذاتي، ويقدم مقالة شاملة عن صعوبات التعلم باللغة العربية.
  • [صعوبات التعلم … أنواعها وأسبابها وكيفية التعامل معها وعلاجها وما دور الأسرة؟]: وهو موقع إلكتروني يهتم بالصحة والجمال والأسرة والطفل.

7- خاتمة

صعوبات التعلم هي تحديات واقعية تواجه العديد من الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم التعليمية والمهنية والشخصية. ولكن هذه التحديات لا تعني الفشل أو العجز أو النقص، بل تعني الاختلاف والتنوع والتميز.

فالأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم لديهم قدرات ومواهب وإمكانيات كبيرة، يمكنهم تطويرها واستثمارها بشكل أفضل إذا تلقوا الدعم والتشجيع والتوجيه اللازمين من الأسرة والمدرسة والمجتمع.

ولذلك، يجب علينا جميعاً أن نتعلم كيف نتقبل ونحترم وندعم الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم، ونساعدهم على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، ونشجعهم على الاستمرار في التعلم والتطور والابتكار.

قد يهمك أيضا قراءة:

ما هو التعلم النشط؟
نظريات التعلم نظرية المحادثة (جوردون باسك)
نظرية التواصل لإدوين جوثري
نظرية التعلم الاجتماعي لألبرت باندورا
نظريات التعلم وطرق التعلم لد. روملهارت و د. نورمان
نظريات التعلم وطرق التعلم ( الأنماط الثلاثة) لد. روملهارت و د. نورمان
نظرية التعلم الاجتماعي والبنائية: مقارنة وتمييز
أهمية القراءة وفوائدها وطرق تحبيبها للطلاب

تعليقات