📁 آخر الأخبار

أنثوية العلم: العلم من منظور الفلسفة النسوية – ليندا جين شيفرد | رؤية جديدة للعلم والإنسان

💫 أنثوية العلم: العلم من منظور الفلسفة النسوية – ليندا جين شيفرد | رؤية جديدة للعلم والإنسان

مقدمة: حين تتحدث الفلسفة بصوتٍ أنثوي

في عالمٍ طالما احتُكر فيه تعريف العلم من منظورٍ ذكوري،
تأتي الباحثة والفيلسوفة ليندا جين شيفرد (Linda Jean Shepherd) لتقلب المعادلة.
في كتابها العميق «أنثوية العلم: العلم من منظور الفلسفة النسوية»،
تقدّم قراءة ثورية تُعيد النظر في أسس فلسفة العلم،
وتطرح سؤالًا محوريًا:

هل يمكن للعلم أن يكون أكثر إنسانية إذا استعاد جانبه الأنثوي؟

الكتاب ليس دعوة لصراع بين الرجل والمرأة،
بل بحث في تكامل الأنوثة والذكورة في بنية المعرفة العلمية نفسها.
إنه نداء فلسفي لإعادة توازن العلم مع القيم الإنسانية التي أنجبته.

كتاب أنثوية العلم العلم من منظور الفلسفة النسوية ليندا جين شيفرد PDF
كتاب أنثوية العلم العلم من منظور الفلسفة النسوية ليندا جين شيفرد .

نبذة عن الكتاب

يُعدّ هذا العمل من أهم ما كُتب في مجال الفلسفة النسوية وفلسفة العلوم،
ويُعتبر مرجعًا تأسيسيًا في تيار فلسفة العلم النسوية الذي ظهر في الغرب منذ نهاية القرن العشرين.

يطرح الكتاب رؤية جديدة للعلم باعتباره نشاطًا إنسانيًا متكاملًا،
يجمع بين العقل والمنهج من جهة، والقيم والأخلاق والحدس من جهة أخرى.

تقول الكاتبة بوضوح:

“العلم، كما يُمارس اليوم، يعكس جانبًا واحدًا فقط من الطبيعة البشرية — الجانب الذكوري — ويُقصي الجانب الأنثوي المتمثل في الرعاية، التوازن، والتكامل.”

ملخص الكتاب

1. الفلسفة النسوية والعلم: البدايات

تبدأ شيفرد بتأريخ علاقة الفلسفة النسوية بالعلم،
موضحة أن النساء عبر التاريخ كنّ دائمًا مستبعدات من ساحات المعرفة العلمية،
ليس فقط اجتماعيًا، بل فكريًا، إذ صُوّر العلم بوصفه مجالًا للعقل البارد المجرد،
بينما أُسند للمرأة مجال “العاطفة والوجدان”.

لكن هذه الثنائية، تقول المؤلفة، وهمٌ تاريخي لا أصل له في طبيعة الإنسان.
فالعقل والعاطفة، التحليل والحدس، جميعها عناصر ضرورية في بناء معرفة متوازنة.

2. العلم من منظور أنثوي

هنا تبدأ الكاتبة رحلتها في إعادة تعريف العلم.
تُظهر أن الممارسة العلمية التقليدية تميل إلى السيطرة والاستغلال —
سواء للطبيعة أو للمجتمعات —
بينما العلم الأنثوي يدعو إلى التفاعل والتناغم مع العالم الطبيعي والإنساني.

إنه علم يبحث عن الفهم لا الغلبة، عن التكامل لا التملك.

💬 “حين نكشف النقاب عن الجانب الأنثوي للعلم، يغدو أكثر عدلًا، وأكثر جمالًا.” — ليندا جين شيفرد

3. التكامل بين الأنوثة والذكورة في المعرفة

تُميز شيفرد بين “الذكورية العلمية” التي تركز على التحليل والسيطرة والمنهجية الصارمة،
و“الأنوثة العلمية” التي تركز على الحدس، الرحمة، والتفاعل مع الآخر.

وترى أن العلم الحقيقي لا يمكن أن يزدهر إلا حين يتكامل هذان الجانبان.
فكما تحتاج الفيزياء إلى الخيال لتصوغ نظرياتها،
يحتاج العلم إلى التعاطف ليراعي أثر اكتشافاته على الإنسان والبيئة.

4. العلم والأخلاق: نحو فلسفة بيئية جديدة

في فصوله الأخيرة،
يدعو الكتاب إلى تأسيس أخلاق علمية جديدة قائمة على مبادئ الرعاية والمسؤولية،
بدلًا من النزعة الأداتية التي حولت العلم إلى أداة للربح أو الحرب.

وتقترح الكاتبة نموذجًا علميًا إيكولوجيًا – إنسانيًا
يربط بين العلم والبيئة والمجتمع،
مؤكدة أن مستقبل العلم يجب أن يكون أكثر توازنًا بين الإبداع والمسؤولية.

القيمة الفلسفية والفكرية للكتاب

يمثّل هذا العمل نقلة نوعية في التفكير الفلسفي، لأنه:

  • يدمج المنظور النسوي في فلسفة العلوم.
  • يدعو إلى علم أكثر إنسانية وأقل هيمنة.
  • يقدّم نموذجًا تكامليًا يجمع بين العقل والعاطفة في إنتاج المعرفة.
  • يفتح الباب أمام أخلاقيات جديدة للبحث العلمي تراعي القيم البيئية والاجتماعية.

إنه ليس كتابًا عن المرأة في العلم فقط،
بل عن الإنسانية في صميم المعرفة العلمية.

عن المؤلفة: ليندا جين شيفرد (Linda Jean Shepherd)

عالمة وكاتبة أمريكية،
متخصصة في فلسفة العلم والدراسات النسوية.
مزجت في كتاباتها بين العلم التجريبي والتأمل الفلسفي،
وقدّمت رؤية إنسانية عميقة حول العلاقة بين المعرفة والسلطة والجندر.

يُعرف كتابها «Anatomy of Science and Gender» بأنه أحد أهم المراجع في فلسفة العلم النسوية الحديثة.
ومن خلال «أنثوية العلم»، أصبحت من الأصوات البارزة في الدعوة إلى علم متوازن أخلاقيًا وإنسانيًا.

عن المترجمة

النسخة العربية من الكتاب جاءت بترجمة دقيقة وسلسة،
تعكس عمق الفكرة الفلسفية بلغة مفهومة للقراء العرب.
وقد حرصت المترجمة على توضيح المصطلحات النسوية والعلمية
بأسلوب يحافظ على دقة المعنى وسياقه المعرفي.

تحليل فلسفي: بين النسوية والعلم

تُظهر شيفرد أن الفلسفة النسوية ليست ضد العلم،
بل ضد الاحتكار الذكوري للعلم.
فهي لا ترفض العقل، بل تسعى لتوسيع مفهومه ليشمل قيم التعاون والتكامل.

العلم من منظورها يجب أن يكون علمًا شاملاً للإنسان كله،
بعقله وقلبه، بذكورته وأنوثته،
لأنه حين يفقد أحد جناحيه — يفقد توازنه، وربما إنسانيته.

اقتباسات من الكتاب

🪶 “العلم الذي يتجاهل الأنوثة، يفقد نصف حكمته.”
🪶 “لا يمكننا أن نفهم الطبيعة إذا كنا ننظر إليها كخصم يجب إخضاعه.”
🪶 “التكامل بين العقل والرحمة هو مفتاح نهضة علمية أخلاقية.”

خاتمة: نحو علم أكثر إنسانية

يقدّم كتاب «أنثوية العلم» دعوة شجاعة لتجديد العلاقة بين الإنسان والعلم.
فالعلم ليس مجرد معادلات وتجارب، بل قيمة أخلاقية وثقافية تعكس إنسانيتنا.

إن استعادة الجانب الأنثوي في المعرفة
ليست مجرد مطلب نسوي، بل ضرورة حضارية تضمن استمرار العلم في خدمة الحياة، لا في تهديدها.

إنه كتاب لكل من يبحث عن معنى أعمق للعلم، وللإنسان نفسه.

📥 تحميل كتاب أنثوية العلم: العلم من منظور الفلسفة النسوية (PDF)

اضغط هنا لتحميل الكتاب

📚 إقرأ أيضًا:

تعليقات