كتاب نظرية المعرفة عند أرسطو
نشأة نظرية المعرفة ومفهومها ومجالها :
نظرية المعرفة مبحث قديم قدم التفلسف وإن لم تفرد لها الأبحاث المستقلة إلا منذ الفيلسوف الإنجليزى جون لوك J. Loche الذي كان أول من حاول وضع هذا المبحث في صورة العلم المستقل وذلك في كتابه ( مبحث في الفهم الإنساني ، الذي نشر في نهاية القرن السابع عشر في عام ١٦٩٠ . ويعد هذا الكتاب أول بحث علمى منظم.
كتاب نظرية المعرفة عند أرسطو . |
يتناول بالفحص والدرس أصل المعرفة وماهيتها وحدودها ودرجة اليقين فيها . ورغم تسليمنا بهذا ، إلا أننا لا نستطيع أن نسلم مع البعض (۱) بأن لوك كان أول من درس للمعرفة كموضوع مستقل ، بحجة أن أفلاطون وأرسطو ، رغم اهتمامهما بالمعرفة ، لم يضعا حدا فاصلا بين موضوعاتها والمسائل الميتافيزيقية من جهة ، ولم يضعا حدا فاصلا بينها وبين الدراسات المنطقية الخالصة من جهة خرى . وعدم تسليمنا بذلك لأمرين ، أولهما : أن بحوث أفلاطون وأرسطو في المعرفة كانت بلا شك بحوثا يرجع مستقلة لديهما وواضحة المعالم فقد خصص . لها أفلاطون عدة محاورات أهمها ( ثياتيتوس ) و و السفسطائي ) ، وخصص لها أرسطو ( النفس ) و ( الذاكرة والتذكر » و« الكتاب الأول من الميتافيزيقا ، وغيرها من المؤلفات والأبحاث المتعددة .
اقرأ أيضا
ورغم أن كتاب النفس عنده كان يمثل بشكل عام نظريته في النفس بجانبيها التجريبي والتأملي إلا أن هذه النظرية بجانبيها كانت محكومة - كما هو واضح من الكتاب - بمبادئ أرسطو الميتافيزيقية العامة من جانب ، وباهتماماته في المعرفة والأخلاق من جانب آخر (٢) . فقد كان هذا الكتاب نقطة لتلاحم المبادئ الميتافيزيقية ، وتتمة ضرورية للأخلاق كما يلقى الضوء أساسا على منطق أرسطو ونظريته في المعرفة ، ومن هنا فهو يشكل المفتاح لمذهب أرسطو ) .