اختيار العينة في البحوث الكيفية أ.د.فضيل دليو

مقدمة

إن الأسس التي قامت عليها نظرية "المعاينة" أو "الاعتيان" – المصطلح الأول شائع والثاني أصبح لغة- المعاصرة يمكن أن نجد لها بعض الأثر في نهاية القرن السابع عشر ومطلع القرن الثامن عشر. إلا أن تطورها الكامل، مع تحليل التوزيع الطبيعي وعلاقته بـ"أخطاء العينة"، حدث مطلع القرن التاسع عشر. ولكن ذلك لم يستخدم كأساس لنظرية المسوح بالعينة إلا بعد مرور حوالي قرن من الزمن وعلى معظم أنواع البحوث (دليو، 2015).

بحث حول اختيار العينة في البحوث الكيفية أ.د.فضيل دليو .

وإذا كان الشائع في البحوث الكمية ارتباطها بتقدير القواعد التقنية لعملية اختيار العينة بغية إثبات بعض المتطلبات الإحصائية مثل التمثيل والتعميم، فإن الأدبيات المتخصصة في البحوث الكيفية تركز أكثر على مبادئ نوعية مثل الكفاية (Appropriateness) والملاءمة (Adequacy) بين نوع العينة وأهداف البحث (Bourdieu, Chamboredon et Passeron, 1973, p. 59) وغنى النتائج وقابليتها للتحويل (التوسعة) والإفادة في بحوث مشابهة.

ولتفعيل الاستفادة من عملية اختيار العينة في البحوث الكمية، يجب التحكم في بعض المحددات المفهومية والإجرائية، والتي سيتم عرض بعضها تاليا. تحديد إطار العينة: أنواع العينة في البحوث الكيفية، نماذج من العينات الأكثر استعمالا في البحوث الكيفية، كيفية تحديد حجمها والتأكد من جودتها.

ملخص:

إن عملية اختيار العينة في البحوث الكيفية لا تقل أهمية عن اختيارها في البحوث الكمية، ولكن يمكن اعتبارها أحد العناصر الأكثر دلالة على الاختلاف بين النوعين من البحوث من حيث طبيعة المنطق الموجه لطرق الاختيار في المقاربتين البحثيتين. يتمثل الغرض من هذه الورقة في استطلاع الأدبيات المتخصصة بغية تقديم لمحة عامة عن موضوع اختيار العينة في البحوث الكيفية من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية: ما نوع العينة المناسبة للبحوث الكيفية؟ ما هي معايير تحديد حدود العينة المستهدفة؟ ومتى تتم عملية بدء اختيار العين؟ وما هو حجم العينة الأمثل في البحوث الكيفية؟

الكلمات المفتاحية: اختيار العينة؛ البحوث الكيفية؛ العينات القصدية؛ حجم العينة.