كتاب العولمة الجديدة أبعادها وانعكاساتها.pdf
كتاب "العولمة الجديدة: أبعادها وانعكاساتها" هو عمل مهم يعالج موضوع العولمة من زاوية متعددة، ويقدم تحليلاً شاملاً لأبعادها وانعكاساتها على مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. سنستعرض في هذا النص بعض المحاور الرئيسية للكتاب، وأهم الأفكار التي يتناولها، بالإضافة إلى تأثيراته وأهميته.
مفهوم العولمة الجديدة
الكتاب يبدأ بتوضيح مفهوم العولمة الجديدة وكيف تختلف عن العولمة التقليدية التي شهدها العالم في نهاية القرن العشرين. يتناول المؤلف التعريفات المختلفة للعولمة، مركزاً على الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية.
كتاب العولمة الجديدة أبعادها وانعكاساتها. |
المقدمة
شهدت الحياة المعاصرة جملة من التطورات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية التكنولوجية ولاسيما في ميادين المواصلات والاتصالات والمعلومات، وقد مهدت هذه التطورات التي جاءت بخطى متسارعة ومتداخلة مع بعضها البعض لظهور ظاهرة العولمة المعاصرة التي برزت بمفاهيم وصيغ جديدة تدعمها التكنولوجيا المتطورة التي جعلت المختصين يطلقون على الكرة الأرضية القرية الكونية أو القرية الصغيرة، بل أن بعضهم يبدي اندفاعا أكثر ليطلق عليها أسرة صغيرة أو شاشة الكترونية ... الخ.
وعلى الرغم من ان ظاهرة العولمة المعاصرة ما زالت في صيرورتها تواصل التشكل المخطط على وفق ما يرسمه لها المخططون في الدول أو الجهات التي عملت على نشرها والترويج لها وتكريسها وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد الفاصل الرئيس في إنتاج مخطط العولمة لتعزيز هيمتها وسيطرتها على العالم، فضلا عن الجهات الأخرى التي تخضع لهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وتعمل على تكريس العولمة وفي مقدمتها الشركات المتعدية الجنسيات والمنظمات والمؤسسات المالية والاقتصادية العالمية، وعلى الرغم من هذا، فان مصطلح العولمة غزا كل المجالات، وأصبح منذ بروزه مع مطلع تسعينيات القرن الماضي الشغل الشاغل لرجال السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع والإعلام وغيرهم، وقد أدلى الجميع بدلوه كل حسب المنطلق الفكري الذي ينطلق منه عن مفاهيم العولمة ومضامينها وتجلياتها وانعكاساتها التي بدأت تظهر للعيان في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والاتصالية والإعلامية والمعلوماتية.
إن العولمة تسعى اليوم الى تشكيل العالم تشكيلا جديدا في كل أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والاتصالية والإعلامية والمعلوماتية، من خلال العمل على إحلال وتسييد مفاهيم وبنى وقيم ومعايير جديدة وبما يتماشى مع متطلبات التأسيس الجديد للعالم الذي يشهد بالفعل جملة من التغيرات النوعية المتلاحقة والتي تجاوزت القوميات والحدود لتشمل المجتمع الانساني بأسره وان كان ذلك بمضامين و مدلولات ونسب متفاوتة، وبالتالي فهي عملية هيمنة تقوم على رؤية احادية ممثليها الولايات المتحدة الأمريكية، القوى المهيمنة في النظام العالمي السائد، وتسعى الى توجيه مسار حياة الناس على وفق ما تبتغيه بما يعزز الهيمنة الكاملة على مقدرات الامم والشعوب وبالتالي فان العولمة تمثل بما تطرحه من تحديات وما تحمله من مخاطر وما ينتج عنها من انعكاسات اخطر الظواهر التي تواجه الوجود العربي مما يطرح على المعنيين كل من موقعه البحث الجاد في سبل مواجهتها والتصدي لها والعمل على كشف مراميها وفضح مخططاتها، والتحذير من مخاطرها.