قضايا التنظير في البحث الاجتماعي ديرك لايدر
Sociological Practice Linking Theory And
Social Research DEREK LAYDER
قضايا التنظير في البحث الاجتماعي ديرك لايدر |
ملخص:
قطع علم الاجتماع شوطا طويلا في رحلة التنظير والبحث على امتداد نحو قرنين
من الزمان أو أقل قليلا. شهد في البداية تفلسفاً اجتماعيا، أو محاولة لرؤية الحقيقة
الاجتماعية (التي لم تكن قد اتخذت بعد شكل الحقيقة الواحدة) من منظور تطورها
التاريخي، أو إطارها المعياري والقيمي، أو مدى قابليتها للتقنين بمفهوم القانون في
العلم الطبيعي......الخ.
وإذا كان الانتقال من المسح الاجتماعي إلى البحث الاجتماعي الحقيقي بعد الحرب
العالمية الأولى قد تميز بالتوسع في استخدام الأساليب غير الكمية على يد مدرسة
شيكاغو، فـقـد بدأت المناهج ذات الطابع الكمي البـارز تفرض نفـسـهـا منذ أواخر
العشرينات وأوائل الثلاثينات.
وأخذت النزعة الوضعية المحدثة ترسخ أقدامها في
حقل البحوث الاجتماعية (كما تمثل ذلك عند جورج لندبرج على وجه الخصوص)
وظهرت بعض الدراسات الرائدة التي أبدت حذقا كبيرا في الانتفاع بهذه المناهج
الكمية في دراسة موضوعات محددة تحديدا دقيقا، وتجلى الاهتمام الكبير بالمسائل
والمشكلات المنهجية في أن الكتب الدراسية وكتب المدخل الخاصة بالبحث الاجتماعي
كانت تستطيع في بداية الأمر أن تستوعب الحديث عن مناهج البحث الاجتماعي
كلها، ثم إذا بهذه الكتابات تنمو وتتسع بحيث أصبحت تستعصى على المعالجة بين
دفتی کتاب واحـد.. ولم يعد بوسع باحث واحـد بمفرده أن يتابع كل ما ينشر في هذا
الميدان، وأن يلم بكل جديد فيه.
وكان من شأن هذا كله أن تكون الانطباع بأن البحث
الاجتماعي الحديث قد غرق في دراسة أمور منهجه، ثم كان من شأن إنشاء بعض
الأجهزة والمجلات وغيرها من الأدوات المتخصصة أعظم الأثر في خلق نوع من التنسيق
والتوجيه الذي يعين السفينة على مواصلة طريقها إلى الأمام بنجاح.