علم النفس من البداية حتى الاتقان في كتاب واحد آلان بورتر . PDF

 يمنح هذا الكتاب قارئه نظرة شاملة تمرّ على أصعدة علم النفس جميعها، وتلك التي تدرّس في المناهج الأكاديمية خاصةً. فما أن يمضي القارئ في قراءة الفصل تلو الآخر، حتى يكتشف رحابة علم النفس وتنوعه، إذ يجد أن بعض علماء النفس قد اهتموا في تقفّي أثر العمليات التي تجمعنا، نحن البشر، مثل التعلم والتذكر ، بينما اهتم آخرون بالعمليات التي تجعل منا أفرادا مختلفين، مثل الذكاء والشخصية. يرى بعض علماء النفس أن هناك حدا فاصلاً بين السلوك الطبيعي وغير الطبيعي، بينما يرى آخرون أن هذه الاختلافات تكمن في كينونة استمرار السلوك البشري  لا شك أن بعض الأصعدة تقني جدا، وتتطلب معرفة مختصة في علم الإحصائيات، وبرمجة الحواسيب. وقد لا تتطلب أصعدة أُخرى أكثر من تنمية مهارات التفاعل والإصغاء. إن الذي يجمع بين أصعدة علم النفس أنها برغم الاختلاف في المفردات والمفاهيم وأساليب البحث تتناول موضوعاتها بطريقة منظمة وتجريبية، فلا يرتضي علماء النفس السقوط في هوّة التكهنات ويحاولون أن يدعموا نظرياتهم دائما بالأدلة العلمية. 

إن محاولة تغطية تخصص ضخم، مثل علم النفس في كتاب وجيز تتطلب استبعاد موضوعات كثيرة، قد يكون بعضها في نظر كثيرين أساسية. وهذا الأمر ليس سيئًا بالضرورة، ولا مفرّ منه. ولا ضير، إذ إن الهدف من وراء الكتاب تحقق، والأسئلة المهمة وجدت رابًا. وعلاوة على ذلك، أن الكتاب نفسه يحفّز على رفة المزيد. فليس علم النفس بالمنتهي إطلاقا، بل لا يزال غرّاً يافعاً يبحث عن إجابات، ولا بد من أن يكون هناك الكثير ما يدعو إلى تعلمه في المستقبل مقارنة بما تعلمناه في الماضي.

 كل فصل من فصول هذا الكتاب يعطي لمحة عامة عن الموضوع لا أكثر يقدّم مفاهيم، وشروح، وتعريفات بأعلام وشخصيات، وطرائق بحث، ما يضع للقارئ موطئ قدم في أرض جديدة. وهذا ما كان فأينما سنحت الفرصة حاولنا أن نقدم مخططات، ورسومات توضيحية تساعده على فهم الأفكار المعقدة، وتدبّرها. يمكن قراءة فصول الكتاب كيفما اتفق الترتيب الذي يراه القارئ من الغلاف إلى الغلاف، معرفة أو قراءة كل فصل على حدة، أو قد يرتئي الدخول والخروج من الفصل لمتابعة الفكرة، أو شخص، أو البحث في الإنترنت عن شيء ما.