📁 آخر الأخبار

تحميل كتاب علم الاجتماع في العالم العربي: دراسة نقدية شاملة

تحميل كتاب علم الاجتماع في العالم العربي: دراسة نقدية شاملة

مقدمة: إشكالية تأسيس علم اجتماع عربي أصيل

يمثل علم الاجتماع في العالم العربي حالة فريدة من التقاطع بين التراث الفكري المحلي والمناهج الغربية المستوردة، مما أفرز إشكاليات منهجية ومعرفية عميقة. تأتي الدراسة النقدية التي قدمها الدكتور عبد الله الشارق في كتابه "علم الاجتماع في العالم العربي: دراسة نقدية" لتسلط الضوء على هذه الإشكاليات، محاولةً تشخيص مكامن الخلل واقتراح سبل للتجاوز.


تحميل كتاب علم الاجتماع في العالم العربي: دراسة نقدية شاملة
 كتاب علم الاجتماع في العالم العربي: دراسة نقدية شاملة.


يهدف هذا المقال إلى تقديم قراءة تحليلية شاملة لأبرز القضايا التي يتناولها الكتاب، مع التركيز على إشكالية التبعية الفكرية، أزمة المنهج، وعلاقة العلم بالتراث والحداثة، وذلك في إطار السعي نحو تأسيس علم اجتماع عربي قادر على فهم الواقع وتحليله بعيداً عن القوالب الجاهزة.

الباب الأول: من التأسيس إلى التبعية – جذور الأزمة

نشأة علم الاجتماع العربي والمرحلة الاستعمارية

يرصد الكتاب أن بدايات علم الاجتماع العربي كانت في مطلع القرن العشرين، حيث ظهرت بوادره الأولى في مصر نتيجة الاحتكاك المباشر مع الحملة الفرنسية والبعثات التعليمية إلى أوروبا. وقد تأسست الأقسام الأكاديمية الأولى في الجامعات المصرية ثم انتقلت إلى باقي الدول العربية.

لكن هذه النشأة – كما يرى المؤلف – كانت تحت رعاية المؤسسة الاستعمارية، حيث استُخدم العلم كأداة لخدمة أهداف المستعمر في فهم المجتمعات العربية وتوجيهها. وقد انعكس هذا على طبيعة البحوث والمناهج التي تبنت النظريات الغربية دون نقد أو تمحيص.

التبعية السوسيولوجية: الاستيراد بديلاً عن الإبداع

تُعد التبعية السوسيولوجية واحدة من أبرز الإشكاليات التي يعاني منها علم الاجتماع العربي. يشير الكتاب إلى أن معظم الكتابات العربية في هذا المجال لا تعدو كونها تكراراً للنظريات الغربية، سواء الوضعية أو الوظيفية أو الماركسية، دون مراعاة لخصوصية البيئة العربية.

يقول الدكتور علي الكنز في هذا الصدد: "إن بحوث علم الاجتماع العربي تشير إلى أن هذا العلم عبارة عن بضاعة غربية مستوردة، غير ملائمة لبيئتها الاجتماعية."

علم الاجتماع العربي وإشكالية الحداثة

يناقش المؤلف إشكالية تبني النموذج الحداثي الغربي دون نقده، حيث يتم استدعاء مفاهيم مثل العقلانية والتحديث والعلمانية كما هي، دون إعادة صياغتها في إطار الثقافة العربية الإسلامية. وهذا ما يؤدي إلى قطيعة بين الخطاب السوسيولوجي والواقع الاجتماعي.

الباب الثاني: من الاستغراب إلى الأزمة – تفكيك البنى الفكرية

الاستغراب كظاهرة منهجية وفكرية

يحلل الكتاب ظاهرة الاستغراب – أي التعلق بالنموذج الغربي – ليس فقط على مستوى المناهج، بل أيضاً على مستوى المصطلحات والمفاهيم. فكثير من الباحثين العرب يستخدمون مصطلحات مثل "الإيديولوجيا"، "الصراع الطبقي"، و"العقل الجمعي" دون تدقيق في دلالاتها الأصلية.

أزمة التنظير في السوسيولوجيا العربية

يشير المؤلف إلى أن أزمة التنظير تعكس غياب النظريات المحلية القادرة على تفسير الظواهر الاجتماعية العربية. فبدلاً من إنتاج نظريات تنبع من الواقع، يتم استيراد نظريات غربية ومحاولة تطبيقها قسراً على الواقع العربي، مما يؤدي إلى تشويه التحليل.

علاقة علم الاجتماع بالتصور العلماني

يناقش الفصل الثالث علاقة العلم بالتصور العلماني، حيث يرى أن كثيراً من السوسيولوجيين العرب تبنوا النموذج العلماني الغربي دون نقد، مما أدى إلى تعميق الفجوة بين العلم والمجتمع، خاصة في مجتمعات تحافظ على دور الدين في الحياة العامة.

الباب الثالث: من الأزمة إلى البديل – نحو علم اجتماع إسلامي

تقييم الإنتاج السوسيولوجي العربي

يخلص الكتاب إلى أن الإنتاج السوسيولوجي العربي لا يزال هزيلاً وضعيفاً، ويعاني من:

· العزلة عن واقع المجتمعات العربية.
· الاعتماد شبه الكامل على المصادر الأجنبية.
· افتقاره إلى الإبداع والنقد الذاتي.

عناصر أزمة علم الاجتماع العربي

يحدد المؤلف عناصر الأزمة في:

  1. الانحياز الاجتماعي للباحثين لصالح النخب.
  2. التبعية الإيديولوجية للمدارس الغربية.
  3. غياب المشروع النظري المستقل.

علم الاجتماع الإسلامي كبديل ممكن

يدعو الكتاب إلى تأسيس علم اجتماع إسلامي يستند إلى الرؤية الإسلامية للكون والإنسان، ويعيد التواصل مع التراث الفكري الإسلامي الغني. وهذا لا يعني رفض الإنجازات الغربية، بل توظيفها بشكل نقدي يخدم الواقع العربي.

خاتمة: نحو علم اجتماع عربي أصيل

إن دراسة الدكتور عبد الله الشارق تقدم تشخيصاً دقيقاً لأزمة علم الاجتماع في العالم العربي، وتفتح الباب أمام حوار جاد حول إمكانية تأسيس علم اجتماع عربي قادر على فهم تحولات المجتمعات العربية وتحدياتها. ولا يمكن تحقيق هذه الغاية دون:

· نقـد الذات والخروج من دائرة التبعية.
· استعادة الثقة بالتراث والهوية.
· تطوير مناهج بحثية تزاوج بين الأصالة والمعاصرة.


📥 رابط تحميل الكتاب:

علم الاجتماع في العالم العربي – دراسة نقدية (PDF)

🔍 الكلمات المفتاحية:

علم الاجتماع العربي، النقد السوسيولوجي، التبعية الفكرية، أزمة المنهج، علم الاجتماع الإسلامي، الحداثة والعلمانية، الاستغراب، النظريات الاجتماعية، التراث والهوية، التنمية الاجتماعية.

📚 مقالات ذات صلة من موقعنا


هذا المقال هو مجرد ملخص تحليلي لا يغني عن قراءة الكتاب الأصلي الذي يضم تفاصيل وأمثلة غنية تثري النقاش حول مستقبل علم الاجتماع في العالم العربي.

تعليقات