أولويات البحث السوسيولوجي في العالم العربي تحليل مواقف ومقترحات. |
أولويات البحث السوسيولوجي في العالم العربي أ.د. حسن رشيق
تحليل، مواقف ومقترحات بالإضافة إلى نشر الأبحاث ونقل المعرفة، دورنا كباحثين يقتضي إجراء مناقشات منتظمة حول ممارساتنا الأكاديمية وإنتاجاتنا المعرفية سواء تعلق الأمر بالمحتويات، بالفاعلين، بالمؤسسات، بالسياق السياسي أو بالمساهمة في معرفة مجتمعاتنا. لرؤية أكثر وضوحًا لإنتاجاتنا في العلوم الاجتماعية، نحن بحاجة إلى دراسات تركيبية منتظمة، ولاستشارف المستقبل نحن بحاجة إلى تقييمات متعددة تساعدنا على رسم «خرائط طريق» لمستقبل العلوم الاجتماعية في العالم العربي. في هذا النص، أتفحص أولويات البحث السوسيولوجي في العالم العربي. ونظرًا لضيق المساحة والوقت المخصصين له، وللطبيعة البراغماتية للسؤال (استعملت كثيرًا أفعالًا مثل «ينبغي»، «يجب»)، تبنينا نهجًا توضيحيا أكثر منه استقرائيا.
أسئلتي مستوحاة من سوسيولوجيا المعرفة بشكل عام وسوسيولوجيا المعرفة العلمية بشكل خاص. هكذا سأتناول البحث كنشاط فكري واجتماعي لباحثين، فرادى أو منظمين في جماعات علمية، ذات توجهات نظرية أخلاقية وأيديولوجية. ضمن هذا الإطار العام المبسط، سأطرح على التوالي أسئلة متعلقة بطريقة تقييم الإرث السوسيولوجي، بالتوجهات النظرية للباحثين بعلاقاتهم مع محيطهم الاجتماعي والسياسي، بالعلاقة بين البحث واللغة. وسأنهي بدراسة ما يمكن تسميته بالبنية الاجتماعية (التحتية) للبحث العلمي والتي تمثل أولوية قصوى وشرطاً أساسيًا لتدعيم وتحسين المنتج العلمي. سأتطرق حينها لمأسسة البحث السوسيولوجي مركزًا على درجة اندماج الباحثين في الشبكات والجماعات العلمية. أعترف أنني أشعر ببعض الإحباط لإداركي حدود هذه المساهمة التي أعتبرها خطاطة فقط آمل أن تسمح بإجراء مزيد من الدراسات المتعمقة.
أقترح تنظيم عرضي حول الأولويات التالية:
. تطبيق نفس المقتربات على الإرث العلمي كيفما كان مصدره.
. تحديد توجهاتنا النظرية بصفة صريحة.
. تطوير البحوث الامبريقية المؤسسة نظريا.
. الانفتاح على المحيط الاجتماعي والسياسي.
. تعزيز السوسيولوجيا التطبيقية.
. البحث وتعدد اللغات.
. تحقيق التوازن بين البحوث الفردية والبحوث الجماعية.