.webp "boukultra"){kind=small}
الاضطرابات النفسية عند سيجموند فرويد: نظرة شاملة
 |
| الاضطرابات النفسية عند سيجموند فرويد: نظرة شاملة. |
مقدمة
سيجموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، قدم تحليلات عميقة للاضطرابات النفسية، ربط فيها بين الصراعات الداخلية والغريزة الجنسية. إليك نظرة مفصلة على أبرز أفكاره في هذا المجال:
1. الرابط بين الاضطرابات النفسية والجنسية
- رأى فرويد أن الاضطرابات الجنسية هي السبب الجذري للكثير من الأمراض العصبية والنفسية. ففي كتابه "الاضطرابات النفسية"، أشار إلى أن عدم إشباع الغريزة الجنسية أو تحريف مسارها يؤدي إلى انفعالات عصبية مثل الهستيريا والقلق المزمن .
- اعتقد أن الكبت الجنسي، خاصة في مرحلة الطفولة، يُخلِّف صراعات لا واعية تظهر لاحقًا كأعراض نفسية مثل الاكتئاب أو الوسواس القهري .
2. دور العقل اللاواعي في تشكيل الاضطرابات
- قسم فرويد العقل إلى ثلاثة أجزاء: الهو (الغرائز)، والأنا (الواقع)، والأنا العليا (المثالية الأخلاقية). تحدث الاضطرابات عندما يفشل الأنا في التوفيق بين مطالب الهو والأنا العليا، مما يؤدي إلى صراعات داخلية .
- مثلاً، الكبت (إخفاء الرغبات الممنوعة في اللاوعي) قد يسبب أعراضًا جسدية مثل الشلل الهستيري، كما في حالة "آنا أو" التي عانت من أعراض جسدية دون سبب عضوي .
3. مراحل النمو النفسي-الجنسي والتثبيت
- حدد فرويد خمس مراحل للنمو النفسي-الجنسي: الفموية، الشرجية، القضيبية، الكمون، التناسلية. التثبيت في أي مرحلة (بسبب الإفراط أو الحرمان) يؤدي إلى اضطرابات:
- التثبيت الفموي: قد يسبب إدمان التدخين أو الأكل المفرط .
- التثبيت الشرجي: يؤدي إلى شخصية جامدة أو فوضوية .
- عقدة أوديب/إلكترا: صراعات عاطفية مع الأبوين قد تخلق اضطرابات في العلاقات لاحقًا .
4. آليات الدفاع النفسي واضطراباتها
- طور فرويد مفهوم آليات الدفاع التي يستخدمها الأنا لحماية الذات من القلق، مثل:
- الإسقاط: نسب المشاعر السلبية للآخرين (مثل اتهام الآخر بالغضب بدلًا من الاعتراف به).
- الإنكار: رفض الواقع المؤلم (كرفض خبر وفاة شخص مقرب).
- التسامي: تحويل الطاقة الجنسية إلى أنشطة مقبولة (كالتركيز على العمل بدلًا من الرغبات المكبوتة) .
- فشل هذه الآليات أو استخدامها المفرط قد يؤدي إلى اضطرابات مثل الهوس أو الاكتئاب .
5. العلاج بالتحليل النفسي
- اقترح فرويد علاج الاضطرابات عبر التداعي الحر وتفسير الأحلام لاكتشاف المحتوى اللاواعي. مثلاً، في حالة "دورا"، فسر كوابيسها كتعبير عن رغبات مكبوتة تجاه والد صديقتها .
- يعتمد العلاج على تحويل اللاوعي إلى وعي، مما يحرر المريض من الصراعات الداخلية .
نقد نظرية فرويد
- المبالغة في التركيز على الجنس: اتُهم بأنه أهمل عوامل اجتماعية وثقافية .
- صعوبة الإثبات العلمي: مفاهيم مثل "الليبيدو" يصعب قياسها تجريبيًا .
- التحيز الجندري: انتُقد لتركيزه على الذكور (كعقدة أوديب) وتهميش تجارب الإناث .
الخلاصة
رغم الانتقادات، تُعتبر أفكار فرويد حجر أساس في فهم الاضطرابات النفسية، حيث فتحت الباب لدراسة تأثير اللاوعي والطفولة على الصحة العقلية. كتاباته مثل "الاضطرابات النفسية" لا تزال مرجعًا لفهم الصراعات الداخلية وآليات العلاج الحديثة .
.webp "boukultra")