كتاب أسس علم النفس عبد الستار إبراهيم.pdf

هذا الكتاب يوضح الأسس والشروط المختلفة التي تحكم السلوك الإنساني وتطوره. عبر أربعة أبواب، يركز كل منها على أحد هذه الأسس من جوانبه المختلفة. ويقدم هذا الكتاب مادة علمية وافرة عن المعالم المنهجية لعلم النفس وموضوعاته الرئيسية والتيارات النظرية السائدة فيه، والمراحل الأساسية التي مرّ عبر تطوره من جذوره الفلسفية الأولى إلى استقلاله كعلم يقف في صدارة العلوم الحديثة. كما يبحث هذا الكتاب عن: آثار وتأثير العوامل الاجتماعية والبيئية على الفرد، وعن الأسس المعرفية، والتعلم، وأسس اكتساب السلوك، وعوامل الإدراك الحسي، والذكاء والإبداع، وعن الأسس المزاجية والشخصية التي تكشف عن تأثير الدوافع والانفعالات. ثم عن موضوع الشخصية التي توجه سلوكها كل هذه الأسس.

أحسست إثر ظهور كتابي الإنسان وعلم النفس عن المجلس الوطني للفنون والثقافة والآداب بالكويت مدى ما يوليه القارئ العربي من اهتمام لفهم قضايا السلوك الإنساني. وقد تشجعت نتيجة لذلك على وضع هذا الكتاب الذي يعتبر امتدادًا وتتميمًا لكتابي السابق.

ويحاول الكتاب الحالي أن يوضح الأسس والشروط المختلفة التي تحكم السلوك الإنساني وتطوره وذلك من خلال أربعة أبواب يركز كل منها على أحد هذه الأسس من جوانبها المختلفة. ومن ثم نركز في الباب الأول على المعالم المنهجية لعلم النفس وموضوعاته الرئيسية والتيارات النظرية السائدة فيه، والمراحل الأساسية التي مر عبرها منذ جذوره الفلسفية الأولى حتى استقلاله كعلم يعطيه تلك المكانة الرفيعة التي جعلته في صدارة العلوم الحديثة.

ويتعلق الباب الثاني من فصلين بدراسة آثار عوامل النضوج والنمو، والأسس العضوية التي تحكم جوانب من السلوك البشري.

ويحتوي الباب الثالث بدوره على فصلين يبرزان تأثير العوامل الاجتماعية والبيئة على الفرد.

أما الباب الرابع فيشتمل على أربعة فصول تهتم بالأسس المعرفية والتعلم ولذا يتضمن هذا الباب فصولا عن أسس اكتساب السلوك، وعوامل الإدراك الحسي، والذكاء، والإبداع.

أما الباب الخامس فيهدف إلى إبراز الأسس المزاجية والشخصية من خلال ثلاثة فصول تتعلق أولها بالكشف عن تأثير الدوافع وأشكالها الصورية والاجتماعية والشخصية. أما الفصل الثاني فيركز على دراسة الانفعالات وآثارها على الكيان، ويستعرض عليها من انحراف واضطراب. ويتعلق الفصل الأخير من هذا الباب بموضوع الشخصية التي تلتقي فيه كل هذه الأسس.

الأسس المختلفة في حصيلة فريدة توجه السلوك الشخصي وتوجهه بتنامره الأخرى المتتابعة.

وهكذا نجد أن هذا الكتاب ينطلق كما انطلق سابقه الإنسان وعلم النفس من ذات المسألة الرئيسية وهي أن دراسة السلوك الإنساني وفهمه هي في حقيقتها دراسة للكثير من الشروط والعوامل المختلفة. بعض هذه الشروط يتدخل في الوظائف العضوية والأجهزة العصبية ويؤثر عليها من تطور ونضج وارتقاء. والبعض الآخر من هذه الشروط يجري من عالم الإنسان الخارجي بمختلف المحيطة أي البيئة الفيزيقية والمكان والبيئة الاجتماعية بكل مكوناتها، من منبهات اجتماعية وتفاعلات بين الناس. أما البعض الثالث من هذه الشروط التي تحكم سلوك الإنسان فهي تتعلق من الخبرات الشخصية التي يمر بها الفرد سواء أكانت خبرات ذات أبعاد وجدانية - انفعالية أم ذات أساس معرفي - عقلي.