📁 آخر الأخبار

تحميل كتاب علم اجتماع الرعاية الاجتماعية (مارتن دايفز وآخرون) pdf

تحميل كتاب علم اجتماع الرعاية الاجتماعية (مارتن دايفز وآخرون) pdf | المراجعة الشاملة للعلاقة بين النظرية والتطبيق

حمّل pdf "علم اجتماع الرعاية الاجتماعية" لمارتن دايفز وآخرون. مراجعة شاملة تحلل العلاقة بين النظرية الاجتماعية (الماكرو والميكرو) وممارسة الخدمة الاجتماعية، وتقييم إطارها النظري.

(مقدمة: هل النظرية ترف أم ضرورة في خدمة المجتمع؟)

​في قلب علم اجتماع الرعاية الاجتماعية (Sociology of Social Welfare) تكمن إشكالية جوهرية: ما هي العلاقة بين "الأفكار" المجردة التي ينتجها علماء الاجتماع حول طبيعة المجتمع ومشكلاته (النظرية الاجتماعية)، و"الأفعال" الملموسة التي يقوم بها الأخصائيون الاجتماعيون على الأرض لمساعدة الأفراد والجماعات (الخدمة الاجتماعية)؟

​هل النظرية مجرد "ترف فكري" بعيد عن هموم الناس، أم هي "البوصلة" التي توجه الممارسة المهنية وتمنحها العمق والفعالية؟ وكيف يمكن لمهنة عملية مثل الخدمة الاجتماعية أن تستفيد من "العراك النظري العنيف" الذي تشهده ساحة علم الاجتماع بين الرؤى الكبرى (الماكرو) والرؤى الصغرى (الميكرو)؟

​هذه الأسئلة المعقدة هي محور كتاب "علم اجتماع الرعاية الاجتماعية"، الذي يقدمه نخبة من الأكاديميين البارزين وعلى رأسهم مارتن دايفز (Martin Davies). يسعى هذا العمل، كما توضح مقدمة الدكتور شحاته صيام للورقة المرتبطة به، إلى فهم هذه العلاقة من خلال محورين أساسيين:

  1. ​مدى انتشار وتأثير التيارات النظرية السوسيولوجية المتنوعة.
  2. ​مدى "الاتصال والانفصال" بين بحوث وممارسات الخدمة الاجتماعية وهذه النظريات.

كتاب علم اجتماع الرعاية الاجتماعية _ مارتن دايفز وآخرون
غلاف كتاب علم اجتماع الرعاية الاجتماعية _ مارتن دايفز وآخرون.

​في هذه المراجعة الشاملة، لن نقدم لك فقط رابط تحميل كتاب علم اجتماع الرعاية الاجتماعية pdf، بل سنغوص في أعماق هذا النقاش الهام، ونستكشف كيف يقيم الكتاب مدى نجاح الخدمة الاجتماعية في الاستفادة من النظرية، وهل نجحت في "تدشين إطار نظري خاص بها" يمكنه تفعيل "النقد الاجتماعي".

​تحميل كتاب علم اجتماع الرعاية الاجتماعية _ مارتن دايفز وآخرون.pdf

​لطلاب وباحثي علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، وصناع سياسات الرعاية الاجتماعية، وكل مهتم بفهم الأسس النظرية للممارسة المهنية في مجال المساعدة الاجتماعية، يُعد هذا الكتاب مرجعاً نقدياً وتحليلياً هاماً.

[تحميل الكتاب PDF - اضغط هنااااااااا]

​عن المؤلفين: خبراء في النظرية والتطبيق

​قيمة الكتاب تنبع من خبرة مؤلفيه المتنوعة. مارتن دايفز وزملاؤه هم أكاديميون بارزون متخصصون في تقاطع علم الاجتماع والسياسة الاجتماعية والخدمة الاجتماعية. هذا المزيج يضمن أن الكتاب لا يقدم "وجهة نظر" واحدة (سوسيولوجية بحتة أو خدمة اجتماعية بحتة)، بل يقدم تحليلاً متوازناً يأخذ في الاعتبار تعقيدات العلاقة بين المجالين.

 الإشكالية المركزية: الخدمة الاجتماعية بين النظرية والواقع

​تطرح مقدمة د. شحاته صيام (التي يبدو أنها تقدم سياقاً للكتاب أو لموضوع مشابه) الأسئلة الجوهرية التي يسعى الكتاب للإجابة عليها:

  • كيف تستفيد الخدمة الاجتماعية من المداخل النظرية المتباينة؟ (هل هي مجرد "مستهلك" للنظريات السوسيولوجية؟)
  • على أي من هذه النظريات تركز وتنطلق؟ (هل هناك تحيز نحو نظريات معينة؟)
  • ما مدى النجاح والإخفاق في التعامل مع المفاهيم والمقولات النظرية؟ (هل يتم تطبيقها بشكل سطحي أم عميق؟)
  • وإلى أي حد نجحت الخدمة الاجتماعية في تدشين إطار نظري خاص بها؟ (هل لديها "صوتها" النظري المستقل؟)
  • وهل يمكن لهذا الإطار (إن وجد) أن يُطوّع لتفعيل عملية النقد الاجتماعي؟ (هل الخدمة الاجتماعية مجرد "أداة" لتطبيق السياسات، أم يمكنها أن تكون "قوة نقدية" تطالب بالتغيير؟)

​هذه الأسئلة تشكل خارطة الطريق للكتاب.

​ المحور الأول: مسرح النظريات الاجتماعية (الماكرو والميكرو)

​لفهم كيف "تستفيد" الخدمة الاجتماعية، يجب أولاً فهم "ما هو متاح" في "مسرح علم الاجتماع". يقدم الكتاب تصنيفاً أساسياً لهذه الرؤى النظرية:

​1. الرؤى الواسعة (Macro-Level Theories)

  • ما هي؟ هي النظريات التي تركز على "الصورة الكبيرة". تنظر إلى المجتمع كـ "بنية" (Structure) ضخمة، وتحلل كيف تشكل هذه البنى (مثل الطبقة الاجتماعية، النظام الاقتصادي، الدولة) حياة الأفراد والجماعات.
  • الأمثلة الكلاسيكية:
    • الوظيفية (Functionalism): (دوركايم، بارسونز، ميرتون) - ترى المجتمع كنظام متكامل يسعى للتوازن. تركز على "وظائف" المؤسسات (بما فيها الرعاية الاجتماعية) في الحفاظ على هذا التوازن.
    • نظرية الصراع (Conflict Theory): (ماركس، النسوية) - ترى المجتمع كساحة صراع بين جماعات غير متساوية في القوة والموارد. تركز على كيف أن "الرعاية الاجتماعية" نفسها قد تكون أداة "للضبط الاجتماعي" أو نتيجة "للصراع الطبقي".
  • علاقتها بالخدمة الاجتماعية: نظريات الماكرو تساعد الأخصائي الاجتماعي على فهم "الأسباب الجذرية" للمشكلات التي يواجهها عملاؤه (مثل الفقر، البطالة، التمييز). هي التي تمنحه القدرة على "النقد الاجتماعي" للسياسات والبنى الظالمة.

​ 2. الرؤى الضيقة (Micro-Level Theories)

  • ما هي؟ هي النظريات التي تركز على "التفاعلات اليومية" وجهاً لوجه. تنظر إلى المجتمع كما يتم "بناؤه" و"تفسيره" من خلال تفاعلات الأفراد.
  • الأمثلة الكلاسيكية:
    • التفاعلية الرمزية (Symbolic Interactionism): (ميد، بلمر، غوفمان) - تركز على "المعاني" التي يضفيها الأفراد على مواقفهم وتفاعلاتهم، وكيف يشكلون "هوياتهم" عبر هذه التفاعلات.
    • النظرية السلوكية والتعلم الاجتماعي (Behaviorism & Social Learning): (سكينر، باندورا) - تركز على كيف يتم "تعلم" السلوك (بما فيه السلوك المشكل) من خلال "التعزيز" و"النمذجة".
    • نظرية التبادل الاجتماعي (Social Exchange Theory): (هومانز، بلاو) - ترى التفاعلات كعملية "تبادل" للموارد (مادية أو رمزية) يحاول فيها كل طرف "تعظيم" مكاسبه.
  • علاقتها بالخدمة الاجتماعية: نظريات الميكرو هي "الأقرب" للممارسة اليومية للأخصائي الاجتماعي. هي التي تساعده على فهم "ديناميكيات" العلاقة مع العميل، وكيفية بناء "الثقة" (Rapport)، وكيفية "تغيير" السلوكيات الفردية أو التفاعلات الأسرية.

​ 3. الصراع والتوليف النظري

​يشير الكتاب (كما في مقدمة د. شحاته) إلى "العراك النظري العنيف" بين هذه الرؤى. هل المجتمع "بنية" تفرض نفسها علينا (ماكرو) أم "تفاعل" نصنعه نحن (ميكرو)؟

  • التحزب الأيديولوجي: بعض النظريات تأتي "مناهضة" للأخرى لأسباب أيديولوجية (مثل نقد الماركسية للوظيفية).
  • التطوير الإيجابي: بعض النظريات تأتي "تطويراً" لأخرى استجابة لتغيرات اجتماعية (مثل ظهور نظريات ما بعد الحداثة).
  • محاولات التجسير (التوليف النظري - Theoretical Synthesis): يذكر الكتاب أيضاً المحاولات الهامة لسد الفجوة بين الماكرو والميكرو (مثل نظرية الهيكلة لجيدنز، أو مفهوم الهابيتوس لبورديو).

أهمية هذا النقاش للخدمة الاجتماعية: الأخصائي الاجتماعي الذي يواجه مشكلة "حقيقية" (مثل عنف أسري) يحتاج إلى أدوات من "كلا" المستويين. يحتاج لفهم "البنى" الكبرى التي قد تساهم في المشكلة (مثل الفقر أو الثقافة الذكورية - ماكرو)، ويحتاج أيضاً لأدوات للتدخل المباشر مع الأسرة وتغيير أنماط التفاعل (ميكرو).

​ المحور الثاني: الخدمة الاجتماعية والنظرية (الاتصال والانفصال)

​بعد عرض "المسرح النظري"، ينتقل الكتاب لتقييم علاقة "الخدمة الاجتماعية" بهذا المسرح.

​1. مدى استفادة الخدمة الاجتماعية من النظريات

  • الانتقائية (Eclecticism): هل تختار الخدمة الاجتماعية "أفضل ما يناسبها" من كل نظرية؟ أم أن هذه الانتقائية سطحية وتفتقر للعمق؟
  • التركيز: هل هناك "تحيز" نحو نظريات معينة؟ (غالباً ما تميل الممارسة نحو النظريات "الميكرو" والنفسية لأنها تقدم أدوات تدخل "مباشرة"، مما قد يضعف البعد "النقدي" و"الاجتماعي").
  • النجاح والإخفاق: هل تنجح الخدمة الاجتماعية في "ترجمة" المفاهيم النظرية المجردة (مثل "الاغتراب" الماركسي) إلى ممارسات مهنية فعالة؟ أم تظل المفاهيم مجرد "شعارات" نظرية؟

​2. هل للخدمة الاجتماعية "إطار نظري خاص بها"؟

​هذا هو السؤال الأكثر حساسية. هل الخدمة الاجتماعية مجرد "مُطبق" لنظريات علم الاجتماع وعلم النفس، أم أنها طورت "هويتها النظرية" المستقلة؟

  • الدفاع عن الاستقلالية: يجادل البعض بأن الخدمة الاجتماعية، بتركيزها الفريد على "الشخص في بيئته" (Person-in-Environment) وعلى قيم "العدالة الاجتماعية والتمكين"، قد طورت بالفعل منظوراً نظرياً خاصاً (مثل "منظور النظم البيئية" Ecological Systems Perspective، أو "منظور القوة" Strengths Perspective).
  • النقد: يرى آخرون أن هذه "المنظورات" لا ترقى لمستوى "النظريات" الكبرى، وأن الخدمة الاجتماعية لا تزال تعتمد بشكل كبير على استعارة مفاهيمها من التخصصات الأم.

​3. الخدمة الاجتماعية والنقد الاجتماعي: أداة تغيير أم أداة ضبط؟

​السؤال الأخير والأخطر: هل تستخدم الخدمة الاجتماعية (بإطارها النظري الخاص أو المستعار) لـ "تفعيل عملية النقد الاجتماعي"؟

  • دور الضبط الاجتماعي: تاريخياً، يُنظر أحياناً للخدمة الاجتماعية على أنها "ذراع" للدولة لـ "ضبط" الفقراء والمهمشين و"تكييفهم" مع النظام القائم (وهو ما قد تعززه النظريات الوظيفية أو النفسية الفردية).
  • الدور النقدي والتحريري: هل يمكن للخدمة الاجتماعية، بالاستناد إلى نظريات الصراع أو النظريات النقدية، أن تتجاوز مجرد "مساعدة الفرد" لتصبح قوة "تطالب بتغيير" البنى الاجتماعية الظالمة التي تنتج المشكلات أصلاً؟

​ خاتمة: نحو ممارسة مهنية "مستنيرة نظرياً"

كتاب "علم اجتماع الرعاية الاجتماعية" ليس مجرد عرض للنظريات، بل هو دعوة للتفكير النقدي حول "أسس" الممارسة المهنية في مجال الخدمة الاجتماعية.

​إنه يوضح أن "الفعل" بدون "فكر" قد يكون أعمى أو حتى ضاراً. الأخصائي الاجتماعي الذي لا يفهم "النظريات" الكامنة وراء تدخله قد يجد نفسه، دون وعي، يعيد إنتاج نفس المشكلات التي يسعى لحلها.

​الكتاب يقدم للقارئ (سواء كان باحثاً سوسيولوجياً أو ممارساً للخدمة الاجتماعية) الأدوات اللازمة لـ:

  1. فهم "الخريطة" النظرية المعقدة لعلم الاجتماع.
  2. تقييم "مدى استنارة" الممارسة المهنية بهذه الخريطة.
  3. التفكير في "مستقبل" العلاقة بين النظرية والتطبيق، نحو خدمة اجتماعية أكثر فعالية وعدالة وقدرة على النقد والتغيير.

​إنه جسر ضروري بين عالم "الأفكار" المجردة وعالم "الاحتياجات" الملموسة للمجتمع.

تعليقات