📁 آخر الأخبار

موضع الفوضى - ريمون بودون.pdf

موضع الفوضى - ريمون بودون.pdf
موضع الفوضى - ريمون بودون.pdf


هذا الكتاب


إن قراءة سريعة لما يسمى العلوم الاجتماعية تتيح الملاحظة أنه إذا لم يكن من السهل دائماً، في الحقيقة، تفريقها عن التاريخ، على صعيد نظري أو مفهومي فإنها تستحق الاستقلالية المعطاة لها على وجه العموم. وهذه الاستقلالية مشروعة ذلك بأن العلوم الاجتماعية عينت نوع الرئايات والمناهج - على سبيل استعمال لغة فيلسوف العلوم Lakatos - وطبقتها منهجياً، وبأن المؤرخين لا يستخدمونها إلا ،عرضاً ويعترفون عند استعمالها بأن الفضل فيها يعود للعلوم الاجتماعية.

ریمون بودون


توطئة

أنتجت العلوم الاجتماعية علم الاجتماع والاقتصاد، وعلم السياسة، من عام 1950 حتى عام 1980، عدداً ضخماً من نظريات التبدل الاجتماعي».
وهذه النظريات لا تشكل مجموعة متجانسة، وأول سؤال يبدو هو التفريق بين مواضيعها وتوضيحها ووضع معالم النماذج الرئيسية المنتمية اليها.
والانطباع العام الغالب في صددها اليوم الذي يشهد عليه الكثيرون هو انطباع الإخفاق. ومعظم التكهنات المستخرجة منها كذبه الواقع، وقد قاد إلى تمثيلات لا تختصر العلوم الاجتماعية وحسب - وهو أمر مشروع ـ وإنما تبسطها. ويبدو معظم الانتظامات العيانية التي كانت تدعي إعطاءها صحة عامة كصحة محلية .
نفهم إذاً أنها واجهت في النهاية ردة فعل الشكوكية، غير أن هذه ردة فعل الشكوكية، ولو كانت قد انتشرت هي بعيدة عن الاجماع، ولا تزال هناك مثابرة على وضع نظريات للتبدل والانماء أو التعصير أو التبعية في طموح عام.


إقرأ أيضا كتاب فن إقناع الذات بأفكار هشة ومشكوك فيها وخاطئة .pdf


وهكذا انتعش القانون القديم للحلقة المفرغة للفقر، بعد أن جرى التخلي .
المدة من الزمن، وتجدد تعلم Galbrait) ، ويستمر الاعتقاد في ا الاعتقاد في الغالب، بتعميم، بغير وجه حق ولا ريب لاقتراح قدمه T.H.Marshall, Tooqueville مثلاً، بأن تطور المجتمعات يستدعي مشاركة نامية للمواطنين في الحياة السياسية بدون الإدراك أن تعميم المشاركة يمكن أن يترافق مع تعميم الاستبداد ويسعى آخرون في الوقت عينه على سبيل المثال، إلى أن يبرهنوا على أن النزاعات الاجتماعية في مجتمعات ما بعد الصناعة منذورة لأن تضع طبقات محددة تماماً . من الفاعلين في تنافس للتحكم بالصيرورة التاريخية. وعلى سبيل إيراد مثال أخير هناك عدد لا يستهان به من المؤرخين وعلماء الاجتماع والاقتصاديين مقتنع اليوم بصحة الرأي الخاطئ بأن تبعية بلدان العالم الثالث هي سبب تخلفها .
من أجل ذلك ربما أن أوان إلقاء نظرة ناقدة على نظريات التبدل الاجتماعي، أي تحديد طبيعة المسائل التي تسعى إلى حلها والتساؤل في ظل أي شروط يمكن إعطاء أجوبة قابلة للتصديق على هذه المسائل.


تعليقات