علم الإنسان(الأنثروبولوجيا).pdf
الأنثروبولوجيا هي العلم الذي يدرس الإنسان من جوانب متعددة، ويهدف إلى فهم تطور الإنسان، سلوكياته، ثقافاته، ولغاته. تنقسم الأنثروبولوجيا إلى عدة فروع رئيسية:
1. الأنثروبولوجيا الثقافية: تركز على دراسة الثقافات البشرية وتنوعها، بما في ذلك المعتقدات، العادات، والقيم التي تشكل حياة المجتمعات المختلفة.
2. الأنثروبولوجيا الاجتماعية: تركز على فهم العلاقات الاجتماعية والهياكل الاجتماعية في المجتمعات المختلفة، بما في ذلك الديناميات الأسرية، القوة، والتنظيم الاجتماعي.
3. الأنثروبولوجيا البيولوجية: تدرس تطور الإنسان من الناحية البيولوجية، بما في ذلك تطور الأنساب البشرية، التباين الجيني، وعلم الحفريات البشرية.
4. الأنثروبولوجيا اللغوية: تركز على دراسة اللغات البشرية وكيفية تأثير اللغة على التفكير والسلوك الثقافي، بالإضافة إلى تطور اللغات وتنوعها.
تسعى الأنثروبولوجيا إلى تقديم رؤى شاملة ومتكاملة عن الطبيعة البشرية وكيفية تفاعل الإنسان مع بيئته ومع الآخرين عبر الزمن.
علم الإنسان(الأنثروبولوجيا). |
الفصل الأول عام الإنسان الأنثروبولوجيا ماهيته وفروعه
الأنثروبولوجيا ، أو علم الانسان (۱) :
لقد أنت هذه الكلمة الأوربية من أصلين يونانيين ( الترويس Anthropos أي الإنسان ولوجس Logon أي الكلفة أو العلم ) ، فالانثروبولوجيا هي علم الإنسان أو هي علم دراسة الانسان . ولكن تعريف الأنثروبولوجيا بهذا الشكل يجعلها للتمس بالعلوم الإنسانية Humanities أو Human sciences التي يدرس كل منها ناحية أو أكثر من نواحي الانسان والحياة الانسانية :
فالتاريخ والجغرافية البشرية، وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم السياسة وغيرها من العلوم الانسانية تدرس الانسان ولكنها في الوقت نفسه لها مجالها الذي يختلف عن مجال الأنثروبولوجيا . وامل هذا هو السبب في أن بعض المفكرين العرب قد رأى ترجمة هذه الكلمة و يعلم الانسان الأول .
لما عرف عن الأنثروبولوجيا من أنها تدرس المجتمعات البدائية ، ولكن الأنثروبولوجيا لا تقتصر على دراسة المجتمعات البدائية وحدها بل تتعدى ذلك الى دراسة المجتمعات المتحضرة، إذ يقول في هذا الشأن ميل Hoebel و ان الأنثروبولوجيا قد ركزت انتباهها تقليدياً على دراسة إنسان ما قبل التاريخ والانسان البدائي . ولكن من حيث كونها علماً لدراسة الانسان ، ينبغي لها مع ذلك أن تدخل في مجالها بحق دراسة الانسان على أي مستوى ثقافي بدائي
ومتحضر ، وينبغي لها بحق أن تدخل في أمجالها دراسة الانسان في أي زمن ، سواء كان هذا فيما قبل التاريخ أو في العصور التاريخية أو المعاصرة .
فالأنثروبولوجيا إذن لا تقتصر في دراستها - كما سنرى ذلك جلياً - على المجتمعات البدائية ومجتمعات ما قبل التاريخ وإن كانت تلك المجتمعات تكون البؤرة الأساسية لهذه الدراسة .
إقرأ أيضا كتاب الأنثروبولوجيا دراسة المفهوم والتاريخ PDF
ولنفس هذا السبب لا يصح ترجمة كلمة انثروبولوجيا بعلم المجتمعات المتأخرة، فضلا عما يحمله لفظ و متأخرة من حكم معياري يبعدنا عن مجال العلم وروحه ، يصح أن ننعت الأقوام البدائيين بالمتأخرين ، إذ يعني هذا أنا نحكم على هؤلاء الأقوام بالتأخر وعلى المجتمعات المتطورة بالتقدم ؛ ومن هنا تأتي عدة أسئلة وهي : في أية نواح بعد هؤلاء الأقوام متأخرين عن المجتمعات المتطورة ؟ أفي اخلاقهم مثلا ؟ أم في صفاتهم النفسية والبيولوجية ؟ أم في نظمهم الاجتماعية ؟ ثم ما هو المحك أو المعيار الذي نستخدمه في قياس التقدم أو التأخر ؟ ... إلى غير ذلك من الأسئلة . إن علم الانثروبولوجيا من حيث هو علم، لا يحكم بالتقدم أو التأخر ، بل يدرس الظواهر دراسة موضوعية تحليلية ويستخرج منها القواعد التي تخضع لها بدون أية أحكام تقديرية ، شأنه في هذا كشأن أي علم من العلوم .
ولقد لجأ بعض العلماء العرب إلى الاحتفاظ بالاسم الأجنبي منعاً ليس : مع هذا تفضل ترجمته باسم علم الانسان مع ما في هذا التعبير من لبي ، لأن هذا اللبس سيزول مع الاستخدام والانتشار والتعود ، إذ سيفهم طلاب الاجتماع والدراسات الانسانية أن علم الانسان جزء من الدراسات الانسانية ، وأنه ليس جماع هذه الدراسات.
ولقد أصبح علم الانسان ولا سيما في الحمسين سنة الأخيرة علماً مركباً شديد التركيب ، وهو من أكثر العلوم تعقداً ، إذ لم يعد علماً بسيطاً .
فهو في الحقيقة يحتوي على عامين كبيرين، هما علم الانثروبولوجيا الفزيائية ، الانسان الفزيائي وعلم الانسان الثقافي. وكل من هذين العلمين يحتوي على عدة علوم - كما سنرى - وذلك إلى جانب علم ثالث هو علم الانسان التطبيقي. ثم هو بعد ذلك يتصل أوثق اتصال بكثير من العلوم الانسانية وغير الانسانية ، كعلوم الاجتماع والنفس والحياة والتاريخ والآثر والتشريح ... ثم كثير من العلوم الفزيائية كالجيولوجيا وعلم الفلك.