الدولة والقوى الاجتماعية في الوطن العربي

 إن الهدف من دراسة النظام الاجتماعي لمجتمع ما هو العثور على الطرق الهادفة والمخططة التي تناسب ظروف ومصالح هذا المجتمع، فالعلاقات الاجتماعية الخالية من التوترات المؤثرة في كيان المجتمع لها صلة وثيقة بالتنمية الاقتصادية، ولذلك فإن السؤال الذي يطرح هو: هل يمكن الموازنة بين التغيرات الاجتماعية والتغيرات الاقتصادية؟ وتكون الإجابة هنا معتمدة على طبيعة النظرة التي تتبناها الدولة إزاء مواجهة هذه التغيرات، ذلك أنه إذا كانت التغيرات الاقتصادية أسرع وأكبر تأثيراً من التغيرات الاجتماعية، فإن ذلك يحدث درجة من الخلل وعدم التوازن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع بوجه عام. وكلما توافقت التنمية بجانبيها الاقتصادي والاجتماعي، فإن مردود ذلك ينعكس إيجابياً، في زيادة نمو الثروة . وارتفاع مستويات الوعي الصحي، التعليمي... إلخ)، وتتوافر المزيد من الفرص المتكافئة أمام المواطنين .