📁 آخر الأخبار

تحميل كتاب الاغتراب النفسي الاجتماعي وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي PDF

تحميل كتاب الاغتراب النفسي الاجتماعي وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي PDF: تحليل عميق لدراسة الجماعي

​مقدمة: أزمة الهوية في مواجهة التحديات المعاصرة

​يُعد موضوع الاغتراب (Alienation) والتوافق (Adjustment) من أهم المواضيع في علم النفس الاجتماعي، خاصة عند تطبيقه على فئة الشباب الجامعي. هذه الفئة، التي تمثل قادة المستقبل، تجد نفسها في قلب عاصفة من التغيرات والتناقضات. وكما يشير الكاتب في مقدمته، يعاني "الشباب العربي من الاغتراب الحاد، لعدم وضوح الرؤية أمامه، والازدواجية في الحياة التي يعيشها"، سواء كانت ازدواجية بين القيم التقليدية ومتطلبات الحداثة، أو فجوة بين "الأمل والواقع".

​في هذا السياق الأكاديمي والاجتماعي، يأتي كتاب "الاغتراب النفسي الاجتماعي وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي" للدكتور صلاح الدين أحمد الجماعي كدراسة ميدانية رائدة (مبنية على رسالة دكتوراه). الكتاب لا يكتفي بالتنظير، بل يغوص في الواقع اليمني لقياس هذه الظواهر المعقدة.

​إن البحث عن تحميل كتاب "الاغتراب النفسي الاجتماعي" PDF هو بحث عن فهم علمي وعملي لكيفية تأثير الشعور بالانفصال (الاغتراب) على قدرة الفرد على التكيف (التوافق). يقدم هذا المقال ملخصاً احترافياً وتحليلاً شاملاً لمنهجية الكتاب، وإطاره النظري، ونتائجه الميدانية الهامة.

الإغتراب النفسي الإجتماعي وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي
غلاف كتاب الإغتراب النفسي الإجتماعي وعلاقته بالتوافق النفسي والإجتماعي  .

​1. الإطار النظري: تفكيك مفهومي الاغتراب والتوافق

​يخصص المؤلف قسمين نظريين (الفصل الثاني والثالث) لوضع أساس مفاهيمي متين قبل البدء بالدراسة الميدانية.

​الفصل الثاني: ماهية الاغتراب (Alienation)

​يستعرض الكتاب البعد التاريخي والفلسفي للمفهوم، بدءاً من جذوره في الفكر اليوناني (سقراط وأفلاطون)، مروراً باللاهوت المسيحي (الانفصال عن الله)، وصولاً إلى المنظورات السيكولوجية والاجتماعية الحديثة (هيجل وماركس).

​ثم ينتقل إلى المنظورات السيكولوجية، محللاً رؤى مدارس التحليل النفسي:

فرويد: يربط الاغتراب بالصراع بين مكونات الشخصية (الهو، الأنا، والأنا الأعلى) وبالكبت الناتج عن ضغوط الحضارة.

كارين هورني: تركز على "الاغتراب عن الذات"، حيث يصبح الفرد غافلاً عما يشعر به ويريده حقيقةً.

إريك فروم: يرى أن الاغتراب هو "نمط من التجربة يرى الفرد نفسه فيها كما لو كانت غريبة عنه"، ويعزوه إلى المجتمعات الصناعية التي حولت الإنسان إلى سلعة.

أريكسون: يربطه بـ "أزمة الهوية" (Identity Crisis) وفشل الأنا في تكوين رؤية متماسكة للعالم.

​الأهم من ذلك، يتبنى الكتاب الأبعاد الستة الشهيرة لـ سيما (Seeman) (كما وردت في دائرة المعارف البريطانية) كأساس لبناء مقياسه:

  1. الشعور بالعجز (Powerlessness)

  1. الشعور باللامعنى (Meaninglessness)

  1. الشعور باللامعيارية (Normlessness)

  1. العزلة الاجتماعية (Social isolation)

  1. العزلة الثقافية (Culture strangement)

  1. الاغتراب عن الذات (Self-strangement)

​الفصل الثالث: ماهية التوافق النفسي الاجتماعي (Adjustment)

​في المقابل، يتناول الكتاب مفهوم التوافق كمعيار للصحة النفسية. يوضح أنه عملية ديناميكية مستمرة تهدف لإحداث توازن بين الفرد وبيئته. ويستعرض نظريات الشخصية السوية من مدارس مختلفة:

الاتجاه الإنساني: يركز على "تحقيق الذات" (Self-Actualization) (خاصة هرم ماسلو للحاجات) .

مدرسة الجشطلت: تركز على "التكامل" بين الفرد وبيئته.

الاتجاه العقلاني (أليس): يرى أن السواء هو نتاج "التفكير المنطقي".

نظرة الإسلام: يؤكد على أن الإيمان والذكر يمنحان الطمأنينة والاستقرار النفسي.

​وكما فعل مع الاغتراب، يتبنى الباحث أبعاداً محددة للتوافق لبناء مقياسه، متأثراً بـ "هيوم بل" (Hugh M. Bell)، وهي: التوافق الأسري، الدراسي، الاجتماعي (مع الآخرين)، الانفعالي، الصحي/الجسمي، والقيمي/الديني.

​2. الدراسة الميدانية: المنهجية والنتائج (الفصل 4 و 5)

​هذا هو جوهر الكتاب، حيث تتحول النظريات إلى بيانات قابلة للقياس.

​مشكلة البحث وهدفه:

​تتمحور مشكلة البحث حول السؤال الرئيسي: "ما العلاقة بين الاغتراب والتوافق النفسي وبعض المتغيرات لدى الطلاب اليمنيين والعرب بجامعات الجمهورية اليمنية؟". يهدف البحث إلى قياس هذه العلاقة، والتعرف على مدى حدة الظاهرتين، والكشف عن الفروق بناءً على (الجنسية، الجنس، التخصص).

​المنهجية والأدوات:

المنهج: استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي الميداني.

العينة: تم تطبيق الدراسة على عينة عشوائية قوامها 351 طالباً وطالبة، مقسمين إلى (281 يمني، و 70 عربي)، ومن تخصصات علمية وأدبية.

الأدوات: قام الباحث ببناء مقياسين خاصين بالدراسة:
مقياس الاغتراب النفسي: مكون من 80 فقرة موزعة على الأبعاد الستة المذكورة سابقاً (العجز، اللامعنى، العزلة الاجتماعية، اللامعيارية، العزلة الفكرية، الاغتراب عن الذات).
مقياس التوافق النفسي والاجتماعي: مكون من 82 فقرة موزعة على ستة أبعاد (الأسري، الدراسي، مع الآخرين، الانفعالي، الصحي/الجسمي، القيمي/الديني).
​تم التحقق من صدق المقياسين عبر "صدق المحكمين" (عرضها على 17 خبيراً) [cite: 723, 752, 971-987][cite_start]، وثباتهما باستخدام معامل "ألفا كرونباخ" (0.94 للاغتراب و 0.93 للتوافق).

​أهم نتائج الدراسة:

​لخص الفصل الخامس [cite: 941-955] النتائج الرئيسية التي أجابت عن فرضيات البحث:

(​العلاقة الأساسية (الفرضية 

​[cite_start]النتيجة: وُجدت علاقة ارتباطية عكسية (سلبية) ذات دلالة إحصائية بين الاغتراب النفسي والتوافق النفسي الاجتماعي لدى الطلاب العرب واليمنيين.
التفسير: هذا هو لب البحث. كلما زادت درجة شعور الطالب بالاغتراب (بجميع أبعاده)، انخفضت درجة توافقه النفسي والاجتماعي (بجميع أبعاده).

تأثير الجنسية (يمني مقابل عربي):

النتيجة: لم تُظهر النتائج فروقاً دالة إحصائياً في المستوى الكلي للاغتراب أو التوافق.
الاستثناء الهام: وُجدت فروق دالة لصالح الطلاب اليمنيين في بُعد واحد من أبعاد الاغتراب وهو "الشعور بالعجز".
تفسير الباحث: هذا الشعور بالعجز لدى الطالب اليمني (المقيم) قد يُعزى إلى قدومه من مناطق بعيدة، وظروف مادية صعبة تضطره للعمل بجانب الدراسة، مقارنة بالطالب العربي (الوافد) الذي غالباً ما يكون مدعوماً مادياً من أسرته.

تأثير الجنس (ذكور مقابل إناث):

النتيجة: لم تظهر فروق دالة إحصائياً في المستوى الكلي للاغتراب أو التوافق.
الاستثناء الهام: أظهر الذكور مستوى توافق أعلى من الإناث في محورين: "التوافق الأسري" و "التوافق الانفعالي".
تفسير الباحث: يُرجع الباحث ذلك إلى "التركيبة التربوية والنفسية" وطبيعة التنشئة الاجتماعية التي تمنح الذكور مساحة أكبر لاتخاذ القرار، بينما تخضع الفتاة لرعاية زائدة، مما يؤثر على استقرارها الانفعالي.

تأثير التخصص (علمي مقابل أدبي):

النتيجة: لم تظهر فروق دالة إحصائياً في المستوى الكلي للاغتراب أو التوافق.
الاستثناء الهام: أظهر طلاب التخصصات الأدبية مستوى أعلى دال إحصائياً في بُعد "الاغتراب عن الذات".
تفسير الباحث: يخالف هذا توقعاته، لكنه يفسره بأن طلاب التخصصات العلمية يتمتعون بنظرة مجتمعية ومكانة مستقبلية أفضل، مما يعزز ذاتهم. بينما قد يعاني طلاب التخصصات الأدبية من ضغوط اجتماعية واقتصادية أكبر، وشعور بـ "تدني المكانة" مما يفاقم اغترابهم عن ذواتهم.

​3. توصيات الكتاب ومقترحاته

​بناءً على هذه النتائج، يقدم الدكتور الجماعي توصيات إجرائية موجهة لإدارات الجامعات:

​تفعيل الأنشطة: تنويع البرامج الثقافية والاجتماعية لزيادة التفاعل والشعور بالانتماء.
​دعم الوافدين: إنشاء مكاتب خاصة للطلاب العرب لتهيئتهم للأجواء الجديدة.
​دعم طلاب الريف: تهيئة الظروف للطلاب اليمنيين القادمين من مناطق بعيدة لتسهيل اندماجهم.
​الإرشاد الأكاديمي: توفير مراكز إرشاد لمساعدة الطلاب على اختيار تخصصات تتناسب مع إمكاناتهم.
​إعادة نظر في التخصصات: مراجعة التخصصات التي "مل يعد الاحتياج لها كبيراً" لضمان فرص عمل للخريجين.

كتب ذات صلة 



​خاتمة: القيمة العلمية للكتاب

​يُعد كتاب "الاغتراب النفسي الاجتماعي وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي" إضافة نوعية للمكتبة السيكولوجية العربية. قوته لا تكمن فقط في تلخيصه الممتاز للإرث النظري العالمي حول الاغتراب والتوافق، بل في جهده المنهجي لبناء أدوات قياس (مقاييس) تتناسب مع البيئة العربية واليمنية وتطبيقها ميدانياً.

​لقد نجح الكتاب في إثبات الفرضية الجوهرية إحصائياً: الاغتراب ليس مجرد شعور فلسفي عابر، بل هو متغير نفسي مدمر يرتبط عكسياً بقدرة الطالب على التوافق. كما قدمت نتائجه حول الفروق الدقيقة (بين اليمني والعربي، الذكر والأنثى، العلمي والأدبي) رؤى عميقة لواضعي السياسات التعليمية والاجتماعية.

تعليقات