طرائق البحث في العلوم الاجتماعية.pdf
كثيراً ما يساء استخدام مفهوم العلم من قبل مجموعات شتى كالصحفيين والمعلمين والسياسيين، وكذلك العلماء أنفسهم، حيث يوظفون مفهوم العلم لتطبيقات مختلفة. إذ يمثل العلم للبعض الحصول على امتيازات خاصة، كما يبدو للبعض الآخر أنه المعرفة الحقيقية، ويراه آخرون بحثاً موضوعياً لظاهرة تجريبية.
يهدف هذا الكتاب لتعرضه لمداخل متعددة للمعرفة إلى إظهار المزايا التي يتصف بها المدخل العلمي لأولئك الأفراد الذين يحملون هما عاماً ويعنون ببحث المشكلات الاجتماعية، ولأكاديميين يهمهم الحصول على أهم وأحدث الخبرات والنظريات في مناهج البحث العلمي. هؤلاء الذين يبحثون عن إمكانية الحصول على معرفة موثوقة حول الأمور المتعلقة بالخبرة الإنسانية مثل "الاجتماع"، و"السياسة"، و"الاقتصاد"، و"السيكولوجيا"، بعبارة أخرى، كيف يمكن أن يساعد المدخل العلمي في فهم ظواهر مختلفة مثل التخلف والبطالة والبيروقراطية وغيرها.
ما يتضمنه الكتاب يعرض أساليب متعددة اعتمدها الناس للوصول إلى المعرفة مثل الأسلوب الروحي أو الفلسفي أو السلطوي الذي يستند إلى وجود أشخاص يعتقد أنهم مؤهلون لإنتاج المعرفة بسبب مكانتهم الاجتماعية أو السياسية كالشيوخ في المجتمعات القبلية، وزعماء دينيين في المجتمعات الدينية، أو ملوك في المجتمعات الملكية، أو علماء في المجتمعات العلمية.
إن المعرفة التي تعد علمية اليوم قد تصبح غير علمية في المستقبل. لذلك فإن مفهوم العلم لا يتعلق بأي منظومة معرفية، وإنما بمنهجية معينة. ولهذا الأسباب يعتد الكتاب بمصطلح "العلم"، على أنه المعرفة التي يتم الوصول إليها بمنهجية علمية. إذ لا يمكن القول إن أية دراسة لظاهرة ما تعتبر علماً، وكل معرفة يرفضها العلم إنما يرفضها لاعتبارات منهجية.