التنمر الإلكتروني: مفهومه وطرق مواجهته
التنمر الإلكتروني: مفهومه وطرق مواجهته |
مقدمة
التنمر الإلكتروني هو ظاهرة معاصرة تنطوي على استخدام الإنترنت والتكنولوجيا للتحرش أو الإساءة أو الإهانة أو التهديد أو التشهير بشخص ما بطريقة متعمدة ومتكررة. يمكن أن يؤثر التنمر الإلكتروني على صحة وسلامة وتعليم ومستقبل الضحايا والشهود والمتنمرين. يتطلب التنمر الإلكتروني توعية وتدخلا ومعالجة من قبل الأفراد والأسر والمدارس والمجتمعات والحكومات. في هذا البحث، سنتناول مفهوم وأنواع وأسباب وآثار وحلول التنمر الإلكتروني، وسنستعرض بعض الدراسات والإحصاءات والتجارب المتعلقة بهذه الظاهرة. نأمل أن يساهم هذا البحث في زيادة الوعي والمسؤولية والتضامن في مواجهة التنمر الإلكتروني والحد من انتشاره وآثاره.
ما هو التنمر الإلكتروني؟
التنمر الإلكتروني هو نوع من السلوك العدواني أو الضار الذي يتم من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة، مثل الإنترنت أو الهواتف المحمولة أو الألعاب الإلكترونية. يستهدف التنمر الإلكتروني الأشخاص الذين يعتبرون أضعف أو أقل شعبية أو مختلفين عن المتنمرين، ويهدف إلى إيذائهم أو إساءة معاملتهم أو إحراجهم أمام الآخرين. يمكن أن يتضمن التنمر الإلكتروني ما يلي:
- نشر الأكاذيب أو الشائعات أو الصور أو الفيديوهات المحرجة أو المسيئة عن شخص ما على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك أو تويتر أو إنستغرام.
- إرسال رسائل أو صور أو فيديوهات مؤذية أو تهديدية أو مضايقة أو مسخرة عبر منصات المراسلة، مثل واتساب أو سناب شات أو تيليغرام.
- التنكر بصفة شخص ما وإرسال رسائل سيئة إلى الآخرين باسمه أو من خلال حسابات وهمية أو مسروقة.
- الاستفزاز أو الاستهزاء أو السخرية أو الإهانة أو الشتم أو الاعتداء أو الاستخفاف بشخص ما أثناء اللعب على الإنترنت أو في غرف الدردشة.
- التصويت أو التصنيف أو التعليق بطريقة سلبية أو مهينة على مظهر أو شخصية أو قدرات أو اهتمامات شخص ما على الإنترنت.
ما هي آثار التنمر الإلكتروني؟
التنمر الإلكتروني ليس مجرد مزحة أو لعبة، بل هو مشكلة جدية تؤثر على صحة ورفاهية وتعليم ومستقبل الضحايا. تشير الدراسات إلى أن الأطفال والمراهقين الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني يعانون من:
- زيادة التوتر والقلق والاكتئاب والعزلة وانخفاض الثقة بالنفس والرضا عن الحياة.
- انخفاض الحضور أو الأداء الأكاديمي أو الاهتمام بالمدرسة أو الانسحاب من الأنشطة التعليمية أو الاجتماعية.
- زيادة خطر الإصابة بالأمراض النفسية أو الجسدية أو الانتحار أو العنف أو تعاطي المخدرات أو الكحول.
- تدهور العلاقات مع الأصدقاء أو الأسرة أو المعلمين أو المجتمع.
كيف يمكن مواجهة التنمر الإلكتروني؟
لا يجب على الضحايا أو الشهود الصمت أو القبول أو التجاهل أو الانضمام إلى التنمر الإلكتروني، بل يجب عليهم البحث عن الدعم والمساعدة والحلول. هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع التنمر الإلكتروني والوقاية منه:
- حماية الخصوصية والأمان على الإنترنت، مثل استخدام كلمات مرور قوية وتغييرها بانتظام، وعدم مشاركة المعلومات الشخصية أو الحساسة مع الغرباء أو الأشخاص غير الموثوق بهم، وتجنب النقر على الروابط أو التنزيلات المشبوهة، وتعطيل أو حظر أو الإبلاغ عن المستخدمين أو المحتوى المسيء أو المزعج.
- الحفاظ على الهدوء والتحكم في العواطف عند التعرض للتنمر الإلكتروني، مثل عدم الرد أو الدخول في نقاشات أو مشاجرات مع المتنمرين، وعدم إظهار الخوف أو الغضب أو الحزن أو الإحباط أو الذنب أو الخجل، والتركيز على الجوانب الإيجابية للنفس والحياة.
- حفظ الأدلة والمستندات عن التنمر الإلكتروني، مثل التقاط لقطات شاشة أو نسخ أو طباعة أو حفظ الرسائل أو الصور أو الفيديوهات المتعلقة بالتنمر، والتي يمكن استخدامها لإثبات وقوع التنمر أو تحديد هوية المتنمرين أو اتخاذ الإجراءات القانونية أو التأديبية المناسبة.
- طلب الدعم والمساعدة من الأشخاص الموثوق بهم والمهتمين، مثل الأصدقاء أو الأسرة أو المعلمين أو المستشارين أو الخبراء، والذين يمكنهم تقديم النصيحة أو الإرشاد أو العزاء أو الحماية أو الحلول للضحايا أو الشهود للتنمر الإلكتروني.
- الانخراط في الأنشطة الإيجابية والمفيدة، مثل ممارسة الرياضة أو الهوايات .
أسباب التنمر الإلكتروني :
هناك عدة أسباب محتملة للتنمر الإلكتروني، مثل:
- الرغبة في السيطرة أو الانتقام أو الاستعراض أو الانتماء إلى مجموعة معينة.
- الغيرة أو الحسد أو الكراهية أو الخوف من الآخرين الذين يختلفون عنهم في الشكل أو الشخصية أو القدرات أو الاهتمامات.
- التربية الخاطئة أو العنف الأسري أو الاضطرابات النفسية أو الاجتماعية التي تؤثر على السلوك والتعاطف والمسؤولية.
- الشعور بالملل أو الوحدة أو العزلة أو الضعف أو الاستياء أو الإحباط أو الاكتئاب.
- التأثر بالتنمر السابق أو الحالي أو الإعلامي أو الثقافي أو السياسي.
أنواع التنمر الإلكتروني:
التنمر الإلكتروني هو استخدام الإنترنت أو التكنولوجيا للتحرش أو الإساءة أو الإهانة أو التهديد أو التشهير بشخص ما بطريقة متعمدة ومتكررة. يوجد عدة أنواع للتنمر الإلكتروني، ومنها:
- القرصنة الإلكترونية: وهي سرقة الحسابات الإلكترونية الشخصية للآخرين أو انتحال شخصياتهم أو سرقة بياناتهم أو ابتزازهم بها.
- التنمر اللفظي الإلكتروني: وهو الإساءات والتجاوزات اللفظية التي تنشر عبر المنصات الرقمية مثل المنشورات والتعليقات المسيئة أو التهديدية أو المسخرة.
- تنمر المؤثرين وصانعي المحتوى: وهو قيام المؤثرين من الشخصيات المشهورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتنمر على الآخرين والإساءة لهم والاستهزاء بهم عبر المحتوى الإلكتروني الذي يبثه صناع المحتوى.
- التنمر الإلكتروني الجماعي: وهو قيام مجموعة من الأشخاص باستهداف شخص معين وإطلاق حملات إلكترونية بغرض النيل من سمعته والإساءة له ولأفراد عائلته.
- نشر المعلومات الشخصية للأخرين إلكترونيا: وهو نشر الصور أو الوثائق أو البيانات الشخصية أو الحساسة للآخرين عبر الإنترنت دون استئذانهم أو موافقتهم.
ما هو دور الوالدين والمعلمين والمجتمع في الحماية من التنمر الإلكتروني؟
الوالدين والمعلمين والمجتمع لهم دور هام في الحد من التنمر الإلكتروني ودعم الضحايا والشهود والمتنمرين. يمكن لهؤلاء الأطراف المؤثرة أن يقوموا بما يلي:
- توعية الأطفال والمراهقين بمخاطر وآثار التنمر الإلكتروني وتعزيز قيم الاحترام والتسامح والتعاون والتضامن بينهم.
- مراقبة وتنظيم استخدام الأطفال والمراهقين للتكنولوجيا والإنترنت وتشجيعهم على استخدامها بطريقة مسؤولة وآمنة ومفيدة.
- الاستماع والتواصل والحوار مع الأطفال والمراهقين بشكل منتظم ومفتوح وصريح وموضوعي ومحب ومشجع ومؤيد ومحترم.
- الانتباه والتفاعل والتدخل بسرعة وحزم وحكمة عند اكتشاف أي حالة من حالات التنمر الإلكتروني أو الشك بها أو الإبلاغ عنها.
- تقديم الدعم والمساعدة والمشورة والإرشاد والعلاج والتأهيل للضحايا والشهود والمتنمرين وأسرهم ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات والتحديات والآثار الناجمة عن التنمر الإلكتروني.
- التعاون والتنسيق والتشاور والتبادل والتعلم مع بعضهم البعض ومع الجهات المعنية والمختصة والمؤهلة في مجال مكافحة ومنع ومعالجة التنمر الإلكتروني.
خاتمة
التنمر الإلكتروني هو ظاهرة مؤسفة ومؤذية تنتشر في عالمنا المتصل بالتكنولوجيا. يمكن للتنمر الإلكتروني أن يسبب ضررا كبيرا لصحة ورفاهية وتعليم ومستقبل الأطفال والمراهقين الذين يتعرضون له أو يشهدونه أو يمارسونه. لذلك، يجب علينا جميعا أن نتحمل المسؤولية ونتخذ الإجراءات اللازمة للوقاية من ومواجهة ومعالجة التنمر الإلكتروني. يجب أن نكون واعين ومتعاطفين ومتعاونين ومحترمين مع بعضنا البعض على الإنترنت وفي الحياة الحقيقية. يجب أن نستخدم التكنولوجيا بطريقة مسؤولة وآمنة ومفيدة. يجب أن نطلب ونقدم الدعم والمساعدة والحلول للضحايا والشهود والمتنمرين. يجب أن نعمل معا كوالدين ومعلمين ومجتمع لحماية أطفالنا ومراهقينا من التنمر الإلكتروني وتعزيز قيم السلام والحب والتنوع والتضامن بينهم.
قد يهمك أيضا قراءة:
ما هي البرمجة وأهميتها في العصر الرقمي.
الهوية والانتماء: نحو فهم أعمق لروابطنا الثقافية