📁 آخر الأخبار

من هو بيتريم سوروكين؟ دليل شامل لمؤسس قسم الاجتماع بهارفارد ونظرياته الثورية

من هو بيتريم سوروكين؟ دليل شامل لمؤسس قسم الاجتماع بهارفارد ونظرياته الثورية

من هو بيتريم سوروكين (Pitirim Sorokin)؟ اكتشف الدليل الشامل لحياة وأفكار عالم الاجتماع الروسي الأمريكي. شرح نظرياته حول ديناميكيات الثقافة (الحسية، المثالية، العقلانية)، الحراك الاجتماعي، والتغير الاجتماعي.

مقدمة: صوت فريد يتحدى التيار في علم الاجتماع

​في تاريخ علم الاجتماع الزاخر بالعمالقة، يبرز اسم بيتريم ألكسندروفيتش سوروكين (Pitirim Alexandrovich Sorokin) (1889-1968) كشخصية فريدة ومثيرة للجدل. لم يكن سوروكين مجرد عالم اجتماع أكاديمي، بل كان شاهداً ومشاركاً في أحداث تاريخية كبرى، ومفكراً موسوعياً تجرأ على تحدي التيارات الفكرية السائدة في عصره، سواء كانت الماركسية أو الوضعية أو النظريات التطورية الخطية.

​من بداياته المتواضعة في قرية نائية في شمال روسيا، مروراً بنشاطه الثوري واعتقاله والحكم عليه بالإعدام، وصولاً إلى منفاه وتأسيسه لقسمي علم الاجتماع في جامعتي مينيسوتا وهارفارد المرموقتين في الولايات المتحدة، كانت حياة سوروكين نفسها ملحمة تعكس التقلبات الدراماتيكية للقرن العشرين.

​لكن الأهم هو إرثه الفكري الضخم. اشتهر سوروكين بنظرياته الطموحة حول التغير الاجتماعي والثقافي (Socio-Cultural Dynamics)، وتحليله العميق للحراك الاجتماعي (Social Mobility)، ونقده اللاذع للحضارة الغربية المادية ("الحسية"). لقد قدم رؤية بانورامية لتاريخ الحضارات، مؤكداً على طبيعتها الدورية المتموجة بدلاً من التقدم الخطي المستقيم.


بيتريم سوروكين (1889-1968)
بيتريم سوروكين (1889-1968)


​في هذا الدليل الشامل من boukultra.com | شريان المعرفة، سنغوص في حياة وفكر بيتريم سوروكين. سنتعرف على رحلته المذهلة من روسيا الثورية إلى هارفارد، ونشرح بالتفصيل نظرياته الأساسية حول ديناميكيات الثقافة وأنماطها الكبرى، ومساهماته في دراسة التفاوت الطبقي والحراك الاجتماعي، ونختتم بتقييم إرثه وتأثيره المستمر وتحديه للتيارات السائدة.

​``

الفصل الأول: من الثورة إلى المنفى (حياة سوروكين المبكرة في روسيا)

​لفهم عمق وجذرية فكر سوروكين، من الضروري فهم السياق العاصف الذي تشكل فيه.

  • النشأة الصعبة: وُلد سوروكين عام 1889 في قرية توريا بمنطقة كومي النائية في شمال روسيا لأسرة فقيرة. كان والده حرفياً متنقلاً، وتوفيت والدته وهو طفل صغير. هذه النشأة القاسية في بيئة ريفية تقليدية منحته منظوراً فريداً عن طبيعة المجتمعات وتغيرها.
  • التعليم والطموح: على الرغم من الفقر، أظهر سوروكين ذكاءً استثنائياً وشغفاً بالعلم. تمكن من الحصول على منحة للدراسة، والتحق بجامعة سانت بطرسبرغ، حيث درس علم الإجرام والقانون ثم علم الاجتماع.
  • النشاط الثوري: في أجواء روسيا المشحونة سياسياً قبل الثورة، انخرط سوروكين الشاب بحماس في النشاط السياسي. انضم إلى حزب الاشتراكيين الثوريين (وليس البلاشفة)، وكان ناشطاً بارزاً في معارضة النظام القيصري. أدت أنشطته هذه إلى اعتقاله وسجنه ثلاث مرات من قبل الشرطة القيصرية.
  • في قلب الثورة: بعد ثورة فبراير 1917 التي أطاحت بالقيصر، لعب سوروكين دوراً سياسياً مهماً. أصبح سكرتيراً لرئيس الوزراء ألكسندر كيرينسكي وكان أحد مؤسسي صحيفة مناهضة للبلاشفة.
  • الصراع مع البلاشفة والنفي: مع استيلاء البلاشفة بقيادة لينين على السلطة في ثورة أكتوبر 1917، وجد سوروكين نفسه في معارضة مباشرة للنظام الجديد. انتقد سياساتهم علناً، مما أدى إلى اعتقاله مرة أخرى وهذه المرة من قبل البلاشفة. تم الحكم عليه بالإعدام عام 1918. لكن تدخلاً مباشراً من لينين (الذي قرأ بعض كتاباته وأعجب بذكائه رغم اختلافه معه) أدى إلى تخفيف الحكم وإطلاق سراحه. بعد فترة قصيرة من التدريس في جامعة سانت بطرسبرغ وسط ظروف صعبة، تم نفيه نهائياً من روسيا عام 1922 مع مجموعة أخرى من المثقفين المعارضين.

​هذه التجربة المباشرة مع الثورة، العنف، السجن، والمنفى تركت أثراً عميقاً على فكر سوروكين، وجعلته متشككاً في الأيديولوجيات الطوباوية (خاصة الماركسية) ومقتنعاً بالطبيعة المعقدة والخطيرة أحياناً للتغير الاجتماعي.

الفصل الثاني: بناء حياة جديدة وعلم جديد في أمريكا

​وصل سوروكين إلى الولايات المتحدة عام 1923 كلاجئ سياسي، وبدأ فصلاً جديداً ومثمراً بشكل مذهل في حياته.

  • جامعة مينيسوتا: سرعان ما لفت انتباه الأوساط الأكاديمية الأمريكية بذكائه وغزارة إنتاجه. عُرضت عليه وظيفة في جامعة مينيسوتا عام 1924، وهناك قام بتأسيس قسم علم الاجتماع وساهم في إرساء دعائم هذا التخصص في الغرب الأوسط الأمريكي.
  • تأسيس قسم علم الاجتماع في هارفارد: في عام 1930، تم استدعاؤه إلى جامعة هارفارد المرموقة لإنشاء أول قسم لعلم الاجتماع في تاريخها. شغل منصب رئيس القسم حتى عام 1942 وبقي أستاذاً فيه حتى تقاعده عام 1959. لقد قام بتدريب وتخريج جيل من علماء الاجتماع الأمريكيين البارزين (مثل روبرت ميرتون وتالكوت بارسونز، رغم خلافاته اللاحقة مع الأخير).
  • الإنتاج الفكري الغزير: خلال مسيرته في أمريكا، كان سوروكين غزير الإنتاج بشكل لا يصدق. نشر أكثر من 37 كتاباً ومئات المقالات باللغة الإنجليزية، غطت تقريباً كل مجالات علم الاجتماع.

الفصل الثالث: مساهمات سوروكين في دراسة الحراك والتفاوت الاجتماعي

​قبل أن يشتهر بنظرياته الكبرى حول الثقافة، قدم سوروكين مساهمات تأسيسية هامة في دراسة الحراك الاجتماعي (Social Mobility) و التفاوت الطبقي.

  • كتاب "الحراك الاجتماعي" (Social Mobility, 1927): يعتبر هذا الكتاب من الأعمال الكلاسيكية الأولى التي عالجت هذا الموضوع بشكل منهجي وشامل.
  • تعريف الحراك الاجتماعي: عرفه بأنه انتقال الأفراد أو الجماعات أو القيم الاجتماعية من وضع اجتماعي إلى آخر.
  • أنواع الحراك الاجتماعي: قدم تمييزاً أساسياً لا يزال مستخدماً حتى اليوم:
    1. الحراك الأفقي (Horizontal Mobility): انتقال الفرد من موقع اجتماعي إلى آخر يقع في نفس المستوى (مثل انتقال مهندس من شركة إلى أخرى بنفس المنصب).
    2. الحراك العمودي (Vertical Mobility): انتقال الفرد للأعلى أو للأسفل في التسلسل الهرمي الاجتماعي (مثل ترقية موظف ليصبح مديراً "حراك صاعد"، أو إفلاس رجل أعمال "حراك هابط").
  • قنوات الحراك (Channels of Mobility): حلل المؤسسات الاجتماعية التي تعمل كـ "مصاعد" للحراك العمودي، مثل الجيش، الكنيسة، المدرسة، المنظمات السياسية، والمنظمات المهنية.
  • العوامل المؤثرة: درس العوامل الديموغرافية، الوراثية، والاجتماعية التي تؤثر على معدلات وأنماط الحراك في المجتمعات المختلفة.

​كان عمل سوروكين في هذا المجال رائداً ووضع الأساس للكثير من الأبحاث اللاحقة حول فرص الحياة وعدم المساواة.

الفصل الرابع: ما هي نظرية "ديناميكيات الثقافة"؟ (الأنماط الكبرى للحضارة)

​هذه هي النظرية الأكثر شهرة وطموحاً لسوروكين، والتي قدمها في عمله الضخم المكون من أربعة مجلدات "الديناميكيات الاجتماعية والثقافية" (Social and Cultural Dynamics, 1937-1941).

​في هذا العمل، حاول سوروكين فهم "الأنماط الكبرى" التي تحكم تغير الحضارات عبر التاريخ. رفض النظريات التطورية الخطية (التي ترى أن التاريخ يتقدم في خط مستقيم نحو الأفضل)، وجادل بأن الحضارات تتأرجح وتتموج بين أنماط ثقافية كبرى (Cultural Supersystems) مختلفة، كل منها له رؤيته الخاصة للحقيقة والقيم.

​حدد سوروكين ثلاثة أنماط مثالية رئيسية للعقلية الثقافية:

1. النمط الثقافي الحسي (Sensate Culture)

  • رؤيته للحقيقة والواقع: الحقيقة هي فقط ما يمكن إدراكه بالحواس الخمس. الواقع هو العالم المادي الملموس. يرفض أي شيء يتجاوز الحواس (مثل الدين أو الميتافيزيقا).
  • القيم الأساسية: التركيز على اللذة الحسية، المنفعة المادية، الثروة، السلطة الدنيوية، التكنولوجيا، والعلم التجريبي.
  • الفن: واقعي، حسي، يصور العالم كما هو.
  • الأخلاق: نسبية، نفعية (ما يحقق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد).
  • المجتمع: يتميز بالتقدم التكنولوجي، التغير السريع، النزعة الاستهلاكية، والفردية.
  • مثال تاريخي: الحضارة الغربية الحديثة (خاصة منذ القرن التاسع عشر).

2. النمط الثقافي المثالي / الروحاني (Ideational Culture)

  • رؤيته للحقيقة والواقع: الحقيقة النهائية تكمن في عالم روحي أو إلهي يتجاوز الحواس. الواقع المادي يُنظر إليه على أنه وهمي أو أقل أهمية.
  • القيم الأساسية: التركيز على الدين، الإيمان، الروحانية، القيم الأخلاقية المطلقة، والخلاص الأخروي. الزهد وإنكار الذات يعتبران فضائل.
  • الفن: رمزي، ديني، يهدف للتعبير عن الحقائق الروحية.
  • الأخلاق: مطلقة، مستمدة من الوحي أو التعاليم الدينية.
  • المجتمع: تهيمن عليه المؤسسات الدينية، ويكون التغير بطيئاً ومقاوماً.
  • مثال تاريخي: العصور الوسطى الأوروبية، الهند البراهمانية، مصر القديمة في بعض فتراتها.

3. النمط الثقافي العقلي / التوفيقي (Idealistic Culture)

  • رؤيته للحقيقة والواقع: يحاول التوفيق والدمج بين العالم الحسي والعالم الروحي/العقلي. يعتقد أن الحقيقة يمكن الوصول إليها بالعقل والمنطق وكذلك بالحواس والإيمان.
  • القيم الأساسية: يسعى لتحقيق التوازن بين القيم المادية والروحية، بين العلم والدين، بين الفرد والمجتمع.
  • الفن: يجمع بين الواقعية والرمزية، يسعى للتعبير عن الكمال والتناغم.
  • الأخلاق: تمزج بين المبادئ المطلقة والاعتبارات العقلانية.
  • المجتمع: يتميز بالاستقرار النسبي والإبداع الفلسفي والفني.
  • مثال تاريخي: اليونان القديمة في عصرها الذهبي (القرن الخامس قبل الميلاد)، عصر النهضة الأوروبي (القرن الثالث عشر).

​جادل سوروكين بأن الحضارات تتأرجح عبر التاريخ بين هيمنة النمط الحسي والنمط المثالي، مروراً بفترات توفيقية (عقلانية) قصيرة نسبياً. كل نمط يحمل بداخله بذور فنائه ويؤدي حتماً إلى الانتقال نحو النمط الآخر في دورة لا نهائية.

الفصل الخامس: نقد الحضارة الغربية "الحسية" المتأخرة

​كان سوروكين ناقداً لاذعاً للحضارة الغربية المعاصرة، التي اعتبرها في مرحلة "متأخرة ومتدهورة" من النمط الحسي.

  • أعراض التدهور: رأى أن الهيمنة المفرطة للقيم المادية والحسية أدت إلى:
    • أزمات اجتماعية: تفكك الأسرة، زيادة الجريمة، الصراعات الطبقية والثورات والحروب.
    • أزمات ثقافية: تدهور الفنون (التركيز على الصدمة والإثارة بدلاً من الجمال)، سطحية الفكر، وهيمنة ثقافة الاستهلاك.
    • أزمات نفسية: زيادة القلق، الاغتراب، وفقدان المعنى.
  • التنبؤ بالتحول: بناءً على نظريته الدورية، تنبأ سوروكين بأن الحضارة الغربية الحسية قد وصلت إلى نهايتها، وأن القرن العشرين سيكون قرناً مليئاً بالأزمات والكوارث (الحروب العالمية، الثورات)، مما سيمهد الطريق حتماً لعودة النمط المثالي أو العقلي الذي يركز أكثر على القيم الروحية والأخلاقية.

الفصل السادس: نظرية التغير الاجتماعي (الدورات والتذبذب)

​على عكس النظريات التطورية الخطية (مثل نظريات كونت أو سبنسر أو حتى ماركس إلى حد ما) التي ترى أن التاريخ يتقدم في اتجاه واحد نحو مرحلة أرقى، قدم سوروكين رؤية دورية أو متذبذبة (Cyclical/Fluctuating) للتغير الاجتماعي والثقافي.

  • مبدأ الحدود (Principle of Limits): يرى سوروكين أن أي نظام اجتماعي أو ثقافي لا يمكن أن يستمر في التطور في اتجاه واحد إلى ما لا نهاية. عندما يصل إلى "حدوده" القصوى، يبدأ حتماً في التحرك في الاتجاه المعاكس. (مثال: الإفراط في المادية الحسية يؤدي إلى رد فعل روحاني).
  • مبدأ التذبذب الإيقاعي (Principle of Rhythmic Fluctuation): التغير لا يحدث بشكل عشوائي، بل يتبع إيقاعات وتذبذبات يمكن ملاحظتها عبر التاريخ الطويل للحضارات (مثل التأرجح بين النمط الحسي والمثالي).

​هذه الرؤية الدورية جعلت سوروكين متشككاً في فكرة "التقدم" الحتمي التي هيمنت على الفكر الغربي.

الفصل السابع: الحب الإيثاري كقوة للتغيير (المرحلة الأخيرة)

​في المراحل الأخيرة من حياته وفكره، ركز سوروكين بشكل متزايد على دور "الحب الإيثاري" (Altruistic Love) كقوة أساسية يمكنها إنقاذ البشرية من أزماتها والمساهمة في بناء عالم أفضل.

  • تأسيس مركز هارفارد للبحث في الإيثار الإبداعي (1949): كرس جهوده لدراسة طبيعة الإيثار وكيفية تنميته وتطبيقه لحل الصراعات الاجتماعية.
  • الإيثار كطاقة: رأى أن الحب الإيثاري هو "طاقة" قوية يمكنها تحويل الأفراد والمجتمعات، وهي القوة الوحيدة القادرة على مواجهة "الطاقة التدميرية" للكراهية والصراع التي ميزت النمط الحسي المتأخر.

​هذا التحول نحو "الإيثار" اعتبره البعض ابتعاداً عن علم الاجتماع العلمي نحو نوع من الوعظ الأخلاقي، لكنه يعكس قلق سوروكين العميق على مصير الإنسانية.

خاتمة: إرث سوروكين (مفكر شامل يتحدى التصنيف)

​يظل بيتريم سوروكين شخصية معقدة ومثيرة للجدل في تاريخ علم الاجتماع. لقد كان مفكراً موسوعياً، جريئاً في طرح نظريات كبرى، ورافضاً للانصياع للتيارات الفكرية السائدة.

نقاط قوته:

  • الشمولية: قدم رؤية بانورامية للتاريخ والثقافة والمجتمع.
  • الأصالة: طوّر مفاهيم مبتكرة (ديناميكيات الثقافة، الحراك الاجتماعي).
  • النقد الجذري: قدم نقداً قوياً للحداثة المادية لا يزال صداه يتردد اليوم.
  • التأسيس المؤسسي: دوره الحاسم في بناء أقسام علم الاجتماع في جامعات أمريكية كبرى.

الانتقادات الموجهة له:

  • العمومية المفرطة: اتُهمت نظرياته (خاصة ديناميكيات الثقافة) بأنها مفرطة في التعميم وتفتقر إلى الدقة التجريبية.
  • التحيز القيمي: اعتبر البعض أن نقده للحضارة الحسية ودعوته للعودة للقيم الروحية يعكس تحيزاً قيمياً شخصياً أكثر منه تحليلاً علمياً موضوعياً.
  • التجاهل النسبي: على الرغم من أهميته، إلا أن نجم سوروكين قد خفت إلى حد ما مقارنة ببعض معاصريه (مثل بارسونز)، ربما بسبب صعوبة نظرياته الكبرى أو طبيعته الجدلية.

​ومع ذلك، فإن قراءة سوروكين اليوم تظل تجربة فكرية ثرية ومحفزة. إنه يجبرنا على التفكير بشكل مختلف في مسار التاريخ، وفي طبيعة ثقافتنا، وفي الأسس القيمية لمجتمعاتنا. لقد كان بحق "عالم اجتماع يتخيل الاحتمالات" ويتحدى الوضع الراهن، وهو إرث لا يزال حيوياً وملهماً.

تعليقات