📁 آخر الأخبار

تحميل كتاب جدلية العقل والدين.pdf

جدلية العقل والدين.pdf
جدلية العقل والدين.pdf


المقدمة:


جدلية العقل والدين:

يقدم الدين رؤية للوجود تماما كما تفعل الفلسفة. بل إن الفلسفة كثيرا ما تستوحي الدين في رؤيتها الوجودية حتى إننا نكاد نقول إن الفلسفة دين مُقَنَّع. غير أن الأديان تختلف في رؤيتها تلك بسبب مصادرها المختلفة. وهذا ما يحيل إلى أهمية الدراسة الفلسفية للدين من أجل فهم  العقل الذي أنتج الدين، ومن أجل معرفة مفاهيمه ومقولاته وتبين المعقول
فيها من غير المعقول. فالفلسفة لا تقدم رؤية للوجود فحسب، بل تقدم أيضا قراءة عقلية للدين. وذلك يمثل جزء من مهامها.

لم ينقطع اهتمام الفلاسفة بالمسألة الدينية منذ أن كانت الفلسفة، غيـر أن فرعا جديدا للفلسفة عرف باسم فلسفة الدين افتتح مع فلاسفة الحداثة الغربية. من الواضح أن فلسفة الدين لا تعني أبدا أن مقولات الدين كلهـا عقلانية حتى يمكن أن تكون موضوعا للدرس الفلسفي، لأن الفلسفة تريد، هنا، دراسة الظاهرة الدينية على أساس مناهجها ورؤيتها. فهي تريد معرفة مدى عقلانية المقولات الدينية، والأسس التي تنطلق منها، والحاجـة التـي يمكن أن تلبيها في الإنسان. وهي أيضا تحاول أن تعرف مصادره وحقيقـة مؤسسيه والمسارات التي اتبعها في تاريخه.
وفلسفة الدين بإمكانها، تبعا لذلك، أن تميز بين الأديـان مـن خـلال الدراسة العقلية له. وهذا التمييز له أهميته من أجل معرفة الدين الذي يخدم الإنسان ويلبي حاجاته وتمييزه عن الدين الذي يستلبه ويستعبده لمصلحة جهات أخرى. وهي بهذا المعنى تجعل الإنسان صاحب القرار في القبول بالدين أو رفضه. إن الفلسفة من خلال دراستها للدين تخضعه للمعقول في مقولاته الكبرى. وعندما تتضح معقولية تلك المقولات، فإن الإنسان يمكنه أن يطمئن لتعاليمه الارشادية وتفاصيل رؤيته الوجودية وأحكامه التشريعية.

أما عندما يتبين العكس، فإن كل ما يقدمه ذلك الدين من تفاصيل في العقائد والأحكام والتعاليم يصبح بلا أساس.
لا أحد بإمكانه أن ينكر أن الدين ظاهرة صاحبت الإنسان منذ وجوده على هذه الأرض. ومهما اختلفت الرؤى في فهم الإنسان وصيرورته التاريخية، إلا أنه لا أحد يجادل في أهمية الدين في حياته، بما أن الدين كان، ولا يزال، منبعا للروحانية ومصدرا للقيم ونظاما للحياة.

ورغم ما تعرض له الدين من استغلال، وتشويه، وإقصاء، في أحيان كثيرة، إلا أن الإنسان لم يتخل عنه عبر التاريخ، واستمر الناس، فـي معظمهم، يؤمنون بالخالق ويذهبون إلى المعابد ويأملون في الجزاء. استمروا في ممارسة طقوس العبادة كل على طريقته.

تحميل الكتاب PDF 


تعليقات