جنون الحشود الجندر والعرق والهوية_ دوغلاس موراي.pdf
ملخص الكتاب:
جنون الحشود
ينطلق دوغلاس موراي من معاينة مفادها أننا نعيش مرحلة يجري العمل فيها على إرساء ميتافيزيقا جديدة، أو دين جديد تحشد الجموع وراءه عبر موضوعات كمثل العدالة الاجتماعية وسياسات الهوية وتقاطع أشكال التمييز. تُقسّم هذه الميتافيزيقا الجديدة المجتمع إلى مجموعات مصالح وفق الجندر والعرق والميل الجنسي، وتبت فيه الحشود بما يجب أن يقال أو يُفعل مجتمع لا صفح فيه، ويمكن لكلمة واحدة على صفحات التواصل الاجتماعي، تحكم عليها الحشود بأنها لا تتوافق مع قيم هذا الدين الجديد، أن تدمر الحياة المهنية لصحفي أو ممثل أو رجل سياسة مجتمع يُنظر فيه إلى. جميع القضايا من منظور الجندر والعرق، وبدلاً من أن يعيد الحق إلى أصحابه التاريخيين، بات أداة لظلم تاريخي جديد باسم هذه الحقوق نفسها.
بدأت القصة لحظة اعتقد الجميع أن نضالات المثليين والمثليات والنسويات تكللت بالنجاح ووسمت نهاية ظلم تاريخي. لكن بدلاً من أن تتوقف هذه المعارك معلنة النصر والوصول إلى تحقيق المطلب المشروع المتمثل بالمساواة في الحقوق، تبدلت وأخذت أشكالاً أخرى، وزادت من زخمها معمّمة المنظور الجندري ليشمل الجميع، بمن فيهم الأطفال فتسيست وتبلورت واكتسحت فضاءات اللغة والاتصالات والأخلاق والفلسفة والثقافة التي باتت أشبه بحقل ألغام مربع. وسواء كانت هذه الألغام من زرع أفراد أم مجموعات، أو من سخرية الأقدار ، فإنها تترقب الخطوات العاثرة لمغفّل تائه، ما إن يضع قدمه على فتيلة التفجير حتى يتحوّل إلى رماد. وما كان حتى البارحة محلّ إجماع لا خلاف فيه، أصبح اليوم سبباً كافياً لتدمير حياة الأفراد.
لا يكتفي موراي بتشخيص المشكلة، بل يرى الحلول في فصل الجنسانية عن السياسة، وإعادة النظر في مقولة الاضطهاد التي باتت جميع الفئات المجتمعية المقسمة وفق حدود الميتافيزيقا الجديدة تطالب بحقها في نصيبها منها ومعالجة هذه المطالبات تحت مجهر الاكتشافات العلمية. باختصار، أن يُعاد تأطير هذه القضايا داخل الفضاء الخاص بها.
