الجندر حلول أم اثارة مشاكل_المؤلف علي الزيدي العراقي.pdf
الجندر الجنوسة، هو الآن أحد المصطلحات الأكثر تعقيداً، والأكثر تقلقلاً، في اللغة الإنكليزية، كلمة تبرز على نحو غير متوقع في كل مكان، مع أن استعمالاتها تبدو متغيرة دوماً .
الجندر حلول أم اثارة مشاكل_المؤلف علي الزيدي العراقي. |
الدراسات الجندرية:
وقد إقترح عدد من المنشغلين بهذه الدراسات ترجمة مصطلح Gender و Gender studies بالدراسات الجنوسية، بإعتبار أن الجنس أعم من النوع ويفيد معنى المشاكلة، في حين أن آخرين اختاروا استعمال النوع الإجتماعي ودراسات النوع الإجتماعي، وفضل آخرون التشكيل الثقافي والإجتماعي للجنس، بينما شذ بعضهم فأستعمل العنصر. وهو أمر يثبت واقع الثقافة العربية في المصطلحات الغربية ) تعاملها مع هذا وقد آثر البعض استعمال الجندر بدل النوع أو الجنس والدراسات الجندرية عوض الدراسات الجنوسية. وتحاشوا استعمال جذر جنس لأنه يثير تشويشاً كبيراً على مستوى الفهم، وخصوصاً في مختلف الإشتقاقات التي يحيل عليها. وآثروا استعمال الجنس للدلالة على الجنس البيولوجي sex الذي يولد عليه المرء.
واستعملوا الجندر gender للدلالة على تشكيل الثقافة للفرد إجتماعياً وثقافياً حتى يعكس تصوراً محدداً للذكورة والأنوثة ثم إن لفظة الجندر تمكننا من التعبير عن مختلف الدلالات التي تحيط بالمصطلح، إذ يمكن إشتقاق صيغ مختلفة كالجندرة والجندرية والأصناف الجندرية وغيرها.
وتميز الدراسات الجندرية بين الجنس sex الدال على الإختلاف البيولوجي بين الجنسين والجندر gender المعبر عن التشكيل الثقافي والإجتماعي للفرد والمرتبط بدلالات الذكورة والأنوثة والذي يؤدي إلى تقسيم الأدوار وتحديد مهام كل من الرجل والمرأة في المجتمع وفق التصورات الإجتماعية ، ومعنى ذلك أن الإختلاف الجنسي هو نتاج ثقافي وإجتماعي وسياسي ).
والجندر أو علم النوع الإجتماعي أو الجنوسة حسب بعض الترجمات في العربية - بالإنجليزية (Gender) هو علم الجنس السوسيولوجي/ الإجتماعي، ويعني المصطلح دراسة المتغيرات حول مكانة كل من المرأة والرجل في المجتمع بغض النظر حول الفروقات البيولوجية بينهما، وفقاً لدراسة الأدوار التي يقومان بها. أي أن المرأة والرجل ينبغي النظر إليهما من منطلق كونهما إنساناً بغض النظر عن جنس كل منهما، وهذا العلم لا يخص المرأة فحسب وإنما يعني الرجل
كذلك.
وهناك تعريف للجنـدر ينطوي على تكريس الوعي بالتمايز بالإنتماء البيولوجي الجنسي للشخص وبين هويته الإجتماعية كرجل أو كامرأة، أي استطراداً للتفريق بين المحددات البيولوجية لجنس الإناث أو الذكور وبين المحددات الإجتماعية والثقافية للواحد منهما. إن طبيعة الرجل وطبيعة المرأة تكسب الواحد من دون الآخر صفات نفسية ومؤهلات إجتماعية ومهنية ومهارات وتسوّغ سلوكيات لدى أحدهما وتحظرهما عند الآخر، إلى ما هنالك والناس الذين لا يشملهم هذا الوعي لا يمكن حصرهم بفئة معينة، فالمسألة لا تتعلق بكونهم متعلمين أو غير متعلمين من طبقة اقتصادية أو إجتماعية معينة، متأثرين بالثقافة الغربية أم لا، من الرجال أو من النساء، فالقصور عن وعي التمايز بين الهويتين البيولوجية والإجتماعية ليس تابعاً بالضرورة لمتغيرات شخصية يمكن رصدها، وشروط هذا الوعي غير بسيطة.
فالهوية الجندرية تعني قناعة الشخص الثابتة بإنتمائه لواحد من الجنسين تتشكل في زمن الطفولة - من سن السنتين الى سن الأربع سنين بحيث يصعب التخلص من الإنطباعات الأولى المحيطة بها في هذا الصدد هذه الهوية تتشكل بالإختلاف عن الآخر، كأن يحدد الصبي نفسه بأنه عكس الأنثى لا تبك كالصبيان، لا تفرجي فخذيك - لذلك فإن التقاطع بين السمات والأدوار وغيرها من المحددات الإجتماعية والثقافية للجنسين لدى الشخص كما هي صعبة القبول لدى الجماعة.
ملخص كتاب الجندر حلول أم اثارة مشاكل :
المقصود من الجندر هو النوع، أي إلغاء كل الفوارق بين الذكر والأنثى بمعنى أن الذكورة والأنوثة ما هي إلا عبارة عن نوع واحد، وهو النوع الإنساني، فالإنسان يولد إنساناً وليس امرأة أو رجل.
وهم هنا لا يقصدون عدم وجود الفروق البيولوجية والتساوي من ناحية الجسد بين المرأة والرجل، بل هم يتجاوزون هذا البعد البيولوجي ويركزون على التساوي وعدم وجود أي فارق من الناحية الوظيفية، وممارسة الأدوار الإجتماعية فعلى الفرد أن يمارس دوره حسب ميوله، فإن كانت ميول أنثوية فعليه أن يمارس هذا الدور الأنثوي في بعده الإجتماعي حتى وإن كان ذكراً بحسب وجوده البيولوجي، وأما إذا كانت الميول عند الأنثى ذكرية فعليها أن تمارس تلك الميول في بعدها الإجتماعي، ولا يضر عدم كونها ذكرا من الناحية البيولوجية.
فالهوية الجندرية للفرد لا تحدد ولا تثبت بالولادة - أي كون الفرد ذكراً أو أنثى - بل الذي يحددها ويؤثر فيها العوامل الإجتماعية التي تحيط بالمولود، كما ذهبت لذلك الموسوعة البريطانية في تعريفها للجندر.