الملخص:
مقدمة
يعتبر التسرب المدرسي ومايترتب عليه من منعكسات سلبية على الطالب نفسه وعلى أسرته وعلى المجتمع بشكل عام أحد أبرز المشاكل التي تعاني منها الأنظمة التعليمية في جميع دول العالم . ظاهرة التسرب من المدارس موجودة في جميع البلدان. ولا يمكن أن يخلو واقع تربوي من هذه الظاهرة، إلا أنها تتفاوت في درجة حدتها وتفاقمها من مجتمع إلى آخر، ومن مرحلة دراسية إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى. كما أنه من المستحيل لأي نظام تربوي أن يتخلص نهائياً منها مهما كانت فعاليته أو تطوره. وقد نص اتفاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل على أن لكل طفل الحق في التعليم الذي ينمي شخصيته ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها. إذ يعتبر الأداة الرئيسية التي يتم من خلالها زيادة التطور الإقتصادي والإجتماعي والفكري لجميع أفراد المجتمع. تعريف التسرب المدرسي التسرب المدرسي : يشير مفهوم التسرب المدرسي إلى خروج الطالب من مؤسسة تعليمية قبل نهاية المرحلة التي كان يدرسها. وتشمل المراحل التعليمية الأساسية والمتوسطة والثانوية، وفي بعض البلدان قد تشمل ترك المرحلة الأكاديمية أيضاً، سواءً كان هذا التسرب حاصل بإرادة الطالب أو لظروف أجبرته على ذلك.
أسباب التسرب المدرسي
بالنسبة لبعض الطلاب ، يعتبر التسرب تتويجًا لسنوات من العقبات والصعوبات المدرسية. بالنسبة للآخرين ، فإن قرار التسرب هو استجابة لضغوطات الحياة كالحاجة إلى المساعدة في إعالة أسرهم ماليًا أو الاعتناء باشقائهم . وفي حالات اخرى يتعلق التسرب بالملل او الشعور بالنفور من أقرانهم ومن المعلمين وغيرهم من البالغين في المدرسة. تصنف أسباب التسرب في ثلاثة مجالات رئيسية هي: أسباب تعود للطالب المتسرب وأسباب تعود للأسرة وأسباب تعود للمدرسة. لا يوجد فصل بين هذه المجالات وتتفاوت قوتها وفقاً للتأثير السلبي الذي تلعبه في حياة الطالب التربوية. وفيما يلي أهم أسباب التسرب:
أولًا أسباب تعود للطالب المتسرب نفسه:
•تدرني التحصيل العلمي للطالب وصعوبات التعلم: يعتبر تدني مستوى الطالب العلمي أحد أهم الاسباب التي تودي به إلى خطر التسرب، حيث أن تدني مستوى الطالب في المدرسة يسبب له شعور بالإحباط مقارنتاً بزملائه. إضافةً إلى النظرة السلبية له من قبل الأسرة أو حتى من قبل الطاقم التدريسي، حتى أنه قد يصل بهم الأمر في بعض الحالات إلى درجة معاملة هذا الطالب على أنه مذنب دون التفكير بالأسباب التي قد أدت إلى تدني مستوى الطالب التعليمي بشكل علمي وموضوعي.
•الزواج المبكر والخطوبة: ويعد أحد الأسباب الرئيسية للتسرب المدرسي للإناث خاصة. حيث يتعتقد بعض الأسر بعدم أهمية التعليم للفتاة وأنها أولا وآخرا سوف تتزوج وتنتشر هذه الظاهرة في القرى والمدن الفقيرة.
•الخروج إلى سوق العمل: يعد الخروج إلى سوق العمل لإعالة الأسرة كان السبب الأكثر تأثيراً لتسرب الذكور بعد سبب تدني التحصيل الدراسي لديهم. وقد ينقطع الأطفال عن الذهاب للدراسة بسبب التزامهم بالعمل المنزلي سواء في الأعمال المنزلية أو رعاية الإخوة وقد أدى ذلك إلى حصولهم على المال لتأمين احتياجات الأسرة.
•ضعف مهارات الطالب التفاعلية والإجتماعية: بعض الطلاب قد يكون لديهم مشاكل في المهارات الاجتماعية والتي تجعل من الصعب عليهم الإندماج مع زملائهم في المدرسة لأسباب مختلفة قد تعود إلى حياتهم الأسرية.
ثانيًا أسباب تعود للأسرة في تسرب أبنائهم:
•عدم اهتمام الأسرة بالتعليم: تكون أهمية التعليم منخفضة عند بعض الأسر وبالتالي تؤثر سلبًا على الابن.
•سوء الوضع الاقتصادي للأسرة: نتيجة لسوء الأوضاع الاقتصادية للأسرة وعدم قدرتها على توفير الحاجات الأساسية والمدرسية للطفل تدفع الأسرة أبنائها إلى العمل وذلك لتأمين الوضع المالي.
•المستوى الثقافي والتعليمي للأسرة: كثير من الأسر للأسف لاتولي اهتمام للتعليم وذلك لاعتقادهم بأن الطالب لن يفلح في الدراسة والتعليم سيكون مجرد مضيعة للوقت وذلك دلالة على تدني الوعي في الأسرة. إضافة لعدم وجود من يساعد الطفل في الدراسة, معظم الطلاب يحتاجون إلى متابعة منزلية إضافة للتعليم في المدرسة وغياب هذا الشخص قد يؤثر إلى تراجع مستوى الطالب التعليمي وبالتالي نفوره من المدرسة.
ثالثًا أسباب تعود للمدرسة:
•النفور من المدرسة: هنا نتحدث عن السبب الذي يؤدي إلى نفور الطالب من الذهاب إلى المدرسة, يشعر بعض الطلاب بعدم الإحساس بالإنتماء للمدرسة وذلك بسبب صعوبات يواجهونها في المواد وعدم فهمهم للمادة العلمية, وعدم توفر بيئة مريحة وداعمة لجذب الطالب لإكمال دراسته.
•استخدام العقاب المعنوي والبدني من قبل المعلمين بحق الطلبة: يلجأ بعض المدرسين إلى استخدام العقاب المعنوي والبدني حيث يعتقدون أن استخدام تلك الأساليب تؤدي إلى التزام الطالب بالواجبات الدراسية المفروضة عليه لكن مع الوقت يتحول إلى سبب رئيسي لنفور الطالب من المدرسة والعملية التعليمية.
•مشاكل تتعلق بطريقة التعليم: فيه بعض الدول خاصة تتبع نظام المناهج الكثيفة المركزة حيث يحتاج الطالب إلى وقت وفير من أجل الدراسة بالإضافة مساعدة لاستيعاب الكم الكبير من المعلومات.
الإجراءات الوقائية الأسرية:
يوجد العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للوالدين اتباعها لمساعدة أبنائهم على تجنب التسرب
•التواصل الدائم: يجب على الوالدين الحفاظ على خط اتصال مفتوح مع أبنائهم بحيث يعرفون أنهم سيدعمونهم حتى في أسوأ الحالات.
•الحديث معهم على متطلبات الحياة المهنية: يجب تعليم وتثقيفه الأبناء عن المهن المختلفة وارشادهم فيما يخص مستقبلهم والمستوى العلمي المطلوب لتحقيق الطموح.
•الإبقاء على اتصال مع المدرسة: متابعة ملاحظات ومشاكل المدرسة وإيجاد الحلول.
•الدعم والمشاركة: من واجب الأسرة دعم الأبناء في حال تعثرهم دراسيًا والحرص على صحتهم النفسية.
الإجراءات الوقائية للحد من ظاهرة التسرب بالنسبة للمدرسة:
الإجراءات الوقائية للطلاب:
•طلب المساعدة: يجب ألا يخاف الطالب من طلب المساعدة اذا احتاج لها.
•التخطيط المسبق للدراسة: وضع جدول دراسي والإلتزام به فالإنضباط هو مفتاح النجاح.
•النشاط البدني والغذاء الصحي: الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الغذاء المفيد الذي سينعكس على الصحة النفسية والجسدية.
الخاتمة
لا يضع الله حلمًا في عقلك إلا وقد زودك بالقدرات التي تمكنك من تحقيقه"
المراجع
موقع حلوها. (2021, April 4). التسرب من التعليم وحلول ظاهرة التسرب المدرسي. https://2u.pw/ebbdq خيري, أمينة. (2022a, August 25).
التسرب المدرسي في العالم العربي. إندبندنت عربية. https://2u.pw/s71Nr
ظاهرة التسرب من المدارس الأسباب والإجراءات الوقائية والعلاجية https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=2872
Fernández-Suárez, A. (2016). Risk Factors for School Dropout in a Sample of Juvenile Offenders. Frontiers. https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fpsyg.2016.01993/full