📁 آخر الأخبار

قراءات في قضايا الفلسفة و المجتمع.pdf

قراءات في قضايا الفلسفة و المجتمع.pdf

مقدمة

الفلسلفة هي حب الحكمة، بدأت مع الإنسان وهو يتأمل عالمه ووجوده وطبيعته، بعقل يعد أهم علامة من علامات الوجود الإنساني وان كان هذا لا يمنع من تحديد بداية الفلسفة تاريخياً، بالقرن السادس قبل الميلاد وبالفيلسوف اليوناني طاليس.
فالفلسفة كما يدل على ذلك اسمها ذاته هي النتاج الفريد للعبقرية اليونانية هذا النتاج تميز منذ البداية بروح البحث الدؤوب وغير المحدود عن الحقيقة وبالتمرد على الأساطير والغيبيات باسم عقلانية صارمة قلما فافها شعب آخر. وقد تمثلت هذه الحصيلة الأساسية لهذه العقلانية في الإصرار على التقيد بالانسجام المنطقى فضلاً عن الالتزام الثابت بقوانين الاستدلال في شتى مجالات النشاط البشرى العملية والنظرية منها على حد سواء.

قراءات في قضايا الفلسفة و المجتمع.pdf
قراءات في قضايا الفلسفة و المجتمع.


ان الفلسفة اتجهت منذ البداية إلى البحث عن المبادئ الأولى للأشياء حتى الانتهاء إلى أولها بالاطلاق، ولذلك فانها كثيراً ما تم تعريفها بأنها البحث عن المبادئ الأولى للوجود أو عن الوجود وعلله الأولى.
ان الفلسفة أشبه بذاكرة كبيرة لا تنسى أو بشهر ينمو باطراد بمياه روافده . ذلك لأن مسائل الفلسفة التي يدور حولها التفلسف باقية أبدية. وحلولها مهما كانت قديمة لا تقدم ولا تسقط من حساب الفيلسوف كما تسقط القوانين العلمية. فلا يمكن أن يقال مثلاً أن نظرية (أفلاطون) في (المثل) التي ظهرت منذ ثلاثة وعشرين قرناً قد بطلت الآن وحل محلها اكتشاف فلسفي جديد لأن نظرية أفلاطون لا يمكن أن يعتريها القدم أو الاهمال، فلا يزال بيننا في هذا القرن أفلاطونيون يفكرون بوحي منها، ليس في الفلسفة وحدها بل أيضاً في الحياة اليومية والسياسية والاجتماعية ط والخلقية، فنظرية أفلاطون أو غيرها أمر يعيش باستمرار لما تلهمه من اتجاهات ونزعات. ومن ثم فإن النظريات الفلسفية أكثر دواماً وخلوداً لأنها دائمة الالهام ولأنها أكثر صلة بما هو دائم وخالد ... فالفلاسفة لا يجلسون في أبراج عاجية كما يعتقد البعض، أنهم يعيشون فى أرض الواقع، وينطلقون ابتداء منه، أنهم أناس ينتمون إلى غيرهم من البشر، غير أنهم ميالون إلى اعمال الفكر في الواقع وفيما بعد الواقع . ان الحقيقة عند الفلاسفة لا تقتصر على الجانب المادي الحسي وحده بل تتضمن جانباً روحياً ووجدانياً.
والفلسفة هي فكر المجتمع مركز في مذهب، وهي بذلك تهتم بقضايا المجتمع المعاصر .. قضاياه الثقافية والجمالية والأخلاقية والأيديولوجية، كما أنها تتعاون مع الدين حيناً ومع العلم أحياناً.
أن الفلسفة توجه المجتمع، وتقوده في سلسلة منسقة الخطوات، منطقية الاتجاه، عميقة الرؤية، ومع ذلك فهي تنبع من المجتمع وتصدر عنه . وهكذا تكون العلاقة بين الفلسفة والمجتمع علاقة جدلية.

تعليقات