أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

المناهج التربوية المعاصرة.pdf

المناهج التربوية المعاصرة.pdf
المناهج التربوية المعاصرة.pdf


المقدمة:

تعتبر المناهج بؤرة كل نظام تعليمي، لذلك فانها تشكل نقطة تجاذب بين المهتمين بالتجديد التربوي والتغيير الاجتماعي، فالمجتمع يعرف تحولات متسارعة تطال مجالات المعرفة والتشريع والقيم والتقنيات والانتاج، مما تجعل التجديد
التربوي ضرورة ملحة حتى تستمر المؤسسات التربوية والتعليمية في اداء وظائفها المتمثلة بالمحافظة على التراث ونقله للاجيال وتكوين الافراد وحتى تواكب تحولات الوسط الاجتماعي، وتعد مسألة بناء المناهج وتخطيط مكوناتها على
اسس سليمة ومتابعتها من اولويات المراجعة والتجديد في كل نظام تربوي.

واذا كانت التربية شأناً من شؤون الحياة الانسانية فان المنهج التربوي وسيلتها لتعديل السلوك، وتنمية القدرات وتكوين العادات، والاتجاهات وتهذيب الاخلاق وتنمية الميول فنظام المنهج التربوي هوا الغذاء الذي تقدمه التربية للانسان، فاذا ما صلح هذا الغذاء، واستجاب لمتطلبات الانسان في
مواجهتها سيصلحه، ويمكنه من قيادة الحياة ومواجهة مشكلاتها ، وان قصر عن ذلك قصر الانسان عن بلوغ الغايات ونيل المقاصد.

ولما كانت التربية قد تطورت من حيث مفهومها واهدافها ووظيفتها فلا بد ان يمتد هذا التطور الى وسائلها التي يعد المنهج الجانب المهم فيها لما له من اهمية ومركز حيوي في العملية التربوية يزداد ويتطور مع تطور الحياة، وتعقيداتها الامر الذي دعا المعنيين بالتربية الى الاهتمام بالمنهج تخطيطاً وتنفيذاً وتقويماً، وتطويراً فنجم عن ذلك ان يتطور مفهوم المنهج ويتحدث بالشكل الذي يستجيب للمتغيرات
والاتجاهات التربوية الحديثة.

وهذا يفرض ان تكون وظيفة المناهج وثيقة الصلة بالاهداف التربوية وذلك بتهيئة الخبرات التربوية والثقافية والاجتماعية والفنية التي تهيئها المؤسسات التعليمية لينمو المتعلم بصورة شاملة وتعديل سلوكه عن طريق مجموعة من
المعلومات والحقائق والمفاهيم والاحكام التي يدرسها الطلبة في صورة مواد دراسية من خلال ترجمة مفرداتها الى اتجاهات وعادات ومهارات سلوكية لدى الافراد ولما كان المعلم أو المدرس هو العنصر الفاعل في عملية تنفيذ المنهج فلا بد ان يكون على بينه من الاتجاهات الحديثة في مسارات المناهج التربوية وخصائصها وعناصرها لكي يكون قادراً على التعامل معها ووضع الخطط الفاعلة لتنفيذها من
خلال دراسة المواد والمقررات التي تتوافق مع المتغيرات وتتفاعل مع البيئة لذلك مست الحاجة الى ان تكون مادة المناهج جزءاً مهماً في برنامج اعداد المدرسين والمعلمين،
ويعد هذا امراً ضرورياً لمواكبة الانفجارات العلمية المتلاحقة في مجال عملهم والذي يتطلب منهم استيعابها وترجمة جوانبها النظرية إلى صيغ عملية طبقاً لما تقتضيه الحاجة لاكتسابهم المؤهلات المهمة في اختصاصهم.

وانطلاقاً من هذا رأى المؤلف ان يضع بين ايدي المدرسين والمعلمين والمختصين والطلبة ما يمكن ان يفيدهم في الالمام بمفهوم المنهج ونظرياته وعناصره واسس بنائه وعملياته، مشدداً على المفهوم الحديث للمنهج وتصميماته
والاسس التي يقوم عليها ومجالات تطويره فجعل كتابه في ستة فصول تمثل الجوانب المهمة في الميدان التربوي والتعليمي لتمكن العاملين فيها من تفهم اوضاع جديدة تتلاءم مع ظروف ومتطلبات عملهم.

تأمل أن يكون هذا الكتاب محققاً لبعض ما ترجو، واملاً في الوقوف امام ذلك التطور المتسارع في هذا العالم المتغير ومحاولة اللحاق بابداعات العقل الانساني ومواكبة كل ما هو جديد ومفيد.

تحميل الكتاب PDF 

تعليقات