📁 آخر الأخبار

رسالة في الطبيعة الإنسانية_ديفيد هيوم.pdf

رسالة في الطبيعة الإنسانية_ديفيد هيوم.pdf

رسالة في الطبيعة الإنسانية_ديفيد هيوم.pdf
رسالة في الطبيعة الإنسانية_ديفيد هيوم.

في الأهواء
ترجمة وتقديم: وائل علي سعيد

ملخص الكتاب:

أولاً: جدوى البحث

ولد الفيلسوف الإسكتلندي الأصل ديفيد هيوم في أدنبرة عام (۱۷۱۱ م ) وتوفي فيها عام (١٧٧٦م)، وتمكننا حياته في هذه الفترة الزمنية من أن تلمح في أعماله وبصورة واضحة الأفكار الرئيسة التي تشكل نظرة هذه المرحلة للإنسان بشكل خاص وللطبيعة والله بشكل عام.

نشر" مجلدين من كتاب في الطبيعة الإنسانية الأول منها في المعرفة والثاني في الانفعالات، وفي السنة التالية نشر المجلد الثالث والأخير في الأخلاق... ولكنه جاء معقد الأسلوب عسير الفهم، فلقي إعراضاً عاماً تأثر له. عميقاً... فخففه ويسره فأخرج كتاب محاولات فلسفية في الفهم الإنساني (١٧٤٨) وضحت آراؤه عن ذي قبل، ثم عدل عنوانه هكذا فحص عن الفهم الإنساني). لكنني عدت إلى كتاب في الطبيعة الإنسانية أو رسالة في الطبيعة الإنسانية، مثلما فضلت أن أترجمه لنقل الجزء الثاني في الأهواء وإخراجه باللغة العربية باعتباره الكتاب الأصل والأساس من جهة ولتعذر فهم أراء هيوم في القيمة ونظريته في الأخلاق بصورة جيدة من الكتاب الثاني مثلما يتم من النسخة الأصلية من جهة أخرى؛ لأن تفسير هيوم النفسي لطبيعة القيمة غير موجود فيه، فضلاً عن أن بعض المصطلحات الهامة مثل التعاطف والخيرية والواجب تم بحثها فيه بصورة أقل ضبطاً منها في النسخة الأصلية.

ثانياً: الظاهرة الإنسانية إقطاعيا:

هيمن النظام الإقطاعي في العصور الوسيطة كتشكيلة اجتماعية واقتصادية وسياسية لعبت فيه الكنيسة دور المنظر الأيديولوجي، باعتبار أن رجالها وحدهم من يتمتع بحق التعلم من جهة ومن جهة أخرى لكونها تمثل دور الوسيط بين الله والإنسان بحلها للتناقض الذي بدا بين اعتبار الله مفارقاً للعالم من جهة واعتباره علة مباشرة له من جهة أخرى. بالإضافة إلى مشاركة الكنيسة نفسها في حق التملك، الأمر الذي جعلها قوة اقتصادية اجتماعية كبيرة وجعل منها حامية للنظام الإقطاعي ومنظراً أيديولوجياً له. فقد اتخذت الملكية في النظام الإقطاعي ثلاثة أشكال أدت إلى قيام مجتمع تراتبي، لذلك حينما قامت بمهمة تفسير كلمة الله قامت في حقيقة الأمر بتكريس القيم الإقطاعية المتمثلة أساساً بالخضوع والاستسلام والانقياد وكبت الطبيعة البشرية والانسلاخ عن الحياة وخنق الحرية واستئصال العقل و القضاء على كل مقومات الإبداع والتعلق بالخرافات، أي بكلمة واحدة اغتراب الإنسان عن نفسه وعن عالمه (۱).
من الوجهة الانطولوجية أخذت الكنيسة عن الأفلاطونية الفكرة القائلة بالتباين والتناقض الشديدين بين عالم المحسوسات وعالم المعقولات والإيمان بأن الأول لا قيمة له إلا بقدر ما يعكس الثاني، وتُرجم هذا للقول بمبدأ الازدواج بين الروح والجسد، الأمر الذي ترتب عليه النظر إلى حياة الإنسان الطبيعية على أنها شراً يجب تجنبه والتخلص منه في سبيل أمور أرفع شأناً. كذلك نظرت لهذه الطبيعة الأثنينية على أنها طبيعة ثابتة لا يمكن تغييرها لأن الحكمة الإلهية التي ارتات ذلك حكمة ثابتة لا تتغير، وبالتالي ليس على الإنسان إلا التسليم بالأمر الواقع وعدم العمل على تطويرها أو الخروج منها. والأمر نفسه يتكرر فيما يتعلق بمسألة التفاوت الاجتماعي، إذ يتوجب على المرء القبول بموقعه الذي اختاره الله له والقعود عن محاولة تحسين أحواله وظروفه ومن الوجهة الاجتماعية أو التركيب الاجتماعي أولاً: نجد أن النظام الإقطاعي لم يتخذ الفرد وحدة أو أساساً للبنيان الاجتماعي، وإنما كانت تلك الوحدة تتمثل في المجموعة، سواء كانت الضيعة الإقطاعية أو القومونة أو النقابة التي تنظم أبناء الحرفة الواحدة، فكل فرد عضو في إقطاعية أو جماعة هي بدورها عضو في المجموع، وله فيها وظيفة خاصة تكون تأديتها ضرورية لحياة العالم المسيحي بأكمله الأمر الذي يعود إلى غياب الملكية الخاصة الفردية بصورة حاسمة.
ثانياً: وفي علاقة الإنسان والمجتمع، نجد أن المجتمع ينقسم إلى تراتبية هرمية يخضع فيها الأدنى للأعلى خضوعاً مطلقاً، إذ تقوم هذه التراتبية على أساس لاهوتي يعتبر أن الخلاص من الطبيعة الفاسدة للإنسان لا يتحقق بالسلوك الفردي، بل يجب الاجتماع في جماعة يكون لكل فرد منها وظيفة يتعين عليه إنجازها من أجل العالم المسيحي بأكمله، مثلما يعمل كل عضو في الجسد الصالح الجسد كله، ضمن آلية للعمل تخضع فيها كل مرتبة للمرتبة التي تعلوها ؛أي أن الكنيسة أمعنت بسلخه عن عالمه الذي يعيش فيه وربطه بعالم أخروي يحقق الارتباط به أكبر ضمان لاستمرار النظام الاجتماعي القائم وحمايته وتحقيق الخلاص الأخروي لهذا الإنسان.

تحميل الكتاب PDF 

تعليقات