دراسات في تاريخ التفكير واتجاهات النظرية في علم الاجتماع لمحمد عاطف غيث.pdf
--- الفهرس ---
تمهيد.................................1
الفصل الاول: تطور النظرية في علم الاجتماع.....................................23
الفصل الثاني: النظرية السوسيولوجية المعاصرة.....................................81
الفصل الثالث: النظرية السوسيولوجية مواقف واتجاهات.......................133
الفصل الرابع: تطورات متعددة لتقييم النظرية السوسيولوجية................227
الفصل الخامس: التقاء علم الاجتماع بالنبار الماركسي.............................297
المراجع............................................329
--- نهاية الفهرس ---
نبذة :
حمل القرن التاسع عشر بالنسبة لعلم الاجتماع نقطة التقاء وافتراق معاً بالنسبة للتفكير الاجتماعي العام. فمن حيث الالتقاء شارك العلوم الاجتماعية التي ظهرت قبله في محاولتها فهم المجتمع، ومن حيث الافتراق الفصل عن السياسة لوضوح الفرق بين دراسة الحكومة وبين دراسة المجتمع. ولقد اقترح سان سيمون في القرن التاسع عشر إقامة علم جديد للدراسة المنظمة للتغيرات في الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تمخضت عنها الثورة الصناعية والتقدم العلمي، ولكنه تصور أن مثل هذا العلم الجديد سوف يكتشف القوانين العامة التي ترسم الحركة نحو السعادة الاجتماعية. وهو مثل أفلاطون ولكن بصورة أخرى حين نادى بضرورة وضع مسؤولية حكم المجتمع وقيادته في يد العلماء الاجتماعيين. ولكن هذه الأفكار أخذت اتجاهاً جديداً وثوباً آخر على يد أوجيست كومت تلميذ سان سيمون.
وفي أبرز ما تمخض عنه القرن التاسع عشر المحاولات الفكرية العديدة التي تصدت لفهم التغيير الكبير الذي حدث للمجتمع الأوروبي بعد انتشار التصنيع وما ترتب عليه من ازدياد حدة التناقضات في التنظيم الاجتماعي التقليدي والمشاكل الجديدة التي أخذت تبرز ويتسع نطاقها. إن أفكار "برودون" و"سان سيمون" وغيرهما تعتبر محاولة جديدة في ذاك القرن لإعادة تصحيح البناء الاجتماعي على أسس اقتصادية للسيطرة على مصير الإنسان.
ولكن كتابات كارل ماركس وتفسير المادي للتاريخ وإشاراته القوية والواضحة إلى الصراع الطبقي والاستقلال في المجتمعات التقليدية يمكن اعتبارها نقطة انطلاق جديدة وثورة جارفة لطبيعة التفكير الاجتماعي، ولإمكان فهم المجتمع وتقدير أبعاد تغيره على أسس مختلفة تماماً عما سار فيه علماء الاجتماع الغربيين منذ عهد أوجيست كومت حتى الآن. ولعل تجارب المجتمعات اليوم في عمليات التغيير الاجتماعي ونتائجها والصعاب التي تواجهها تجعل دارس المجتمع في حيرة خصوصاً إذا لم يكن من المتيسر فهم التوجيه الرأسمالي والاشتراكي للدراسات الاجتماعية.
في هذا الإطار تأتي الدراسة في هذا الكتاب في محاولة للوقوف على المراحل التي مر بها علم الاجتماع وذلك ابتداء من فلسفة التاريخ التي تعتبر المرحلة الأولى الممهدة لظهور علم الاجتماع والتي تبعتها مراحل اتجهت فيها فلسفة التاريخ في القرن الماضي اتجاهات محددة ساهمت في تطوير علم الاجتماع كعلم قائم بذاته، حيث بدأ الميل إلى تفسير حركة المجتمع الإنساني والنظر إلى العملية التاريخية نظرة جديدة. هذا وقد عمد الباحث إلى معالجة المحاور التالية التي تابع من خلالها دراسته في تاريخ التفكير واتجاهات النظرية في علم الاجتماع. والمحاور هي: تطور النظرية في علم الاجتماع، النظرية السوسيولوجية المعاصرة، النظرية السوسيولوجية، مواقف واتجاهات، تطورات متعددة لتقييم النظرية السوسيولوجية، التقاء علم الاجتماع بالتيار الماركسي.