أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

أنثربولوجيا التعليم كريستوف فولف.pdf

أنثربولوجيا التعليم كريستوف فولف.pdf

التعليم من منظور جديد التعليم الثقافي المتبادل والمعولم المحاكاة التربوية والاجتماعية

مقدمة 

يشكل علم الأنثروبولوجيا التربوي اليوم مجالا مهما في التعليم، إذ يتسم بالتنوع والتعددية، حيث لا يمكن لأية نظرية تربوية الإدعاء بأنها تستطيع وبشكل منفرد إنتاج المعرفة الإساسية اللازمة للتعليم.

فالمعرفة الأنثروبولوجية بشكل عام هي بالضرورة معرفة متقدمة ومغايرة ، ولذلك فهي تلعب دورا مهما في مجالي العلم التربوي والعلم العملي، وتنتجأسئلة ووجهات نظر وسمات جديدة في التعليم.
أنثربولوجيا التعليم.pdf كريستوف فولف
أنثربولوجيا التعليم. كريستوف فولف.

 المقدمة أنثروبولوجيا التعليم

يشكّل علم الانثروبولوجيا التربوي اليوم مجالا مهما في التعليم؛ إذا يتّسم بالتنوع والتعددية، حيث لا يمكن لأية نظرية تربوية الادعاء بأنها تستطيع، وبشكل منفرد إنتاج المعرفة الأساسية اللازمة للتعليم، وينطبق ذلك أيضا على علم الانثروبولوجيا الذي لم يُعدّ هنالك وجود لما يُسمى بالأنثروبولوجيا المعيارية التي تعتمد على الحقيقة الشاملة للأيدولوجيات، بل على العكس فالمعرفة الانثروبولوجية بشكل عام هي بالضرورة معرفة متعددة ومتغايرة، ولذلك فان علم الانثروبولوجيا التربوي مقيد بأن يكون نسبيًا جزئيا، وانتقاليًا محدداً.
وتلعب المعرفة الانثروبولوجية دورًا مهما في كل من مجالي العلم التربوي والتعليم العملي، فالباحثون والتربويون والموجهون يمتلكون كما معينا من المعرفة الانثروبولوجية التي لا يمكنهم العمل من دونها، وتتواجد المعرفة الانثروبولوجية الضمنية في العمل ضمن سياقات مختلفة، وكما هو الحال في جميع أنواع المعرفة، فإن المعرفة الانثروبولوجية تتحدى الأفكار الصريحة، كونها تتطور فقط وبشكل تدريجي ضمن مسار العملية الطويلة للعمل. لذلك، فمن الضروري لكل من يعمل بالعلم التربوي، ومن يزاول مهنة التعليم معرفة أن المسلمات الانثروبولوجية التي يستند عليها عملهم يجب تدريسه وتوضيحه ولتحقيق هذا الأمر، لابد لحقل التعليم أن يتبلى موقفا انثروبولوجيا.

وتعمل الانثروبولوجيا التربوية وفق سياق مزدوج من التاريخ والثقافة، فهي من جانب تعمل من أجل كشف المعرفة، ومن جانب آخر تعمل من أجل أولئك الذين يعتمدون على المعرفة التي يتم انتاجها ضمن سياق معين، وإن هذا الازدواج بين التاريخ والحضارة يجعل المحتوى الواقعي للأنثروبولوجيا أمرًا نسبيا، إلا أنه و في الوقت نفسه الارتباط المستمر بالزمن يؤدي لظهور وجهات نظر جديدة تؤكد على حقيقة مفادها عدم وجود شيء صحيح بحد ذاته، وبشكل منفرد، ولكن
يؤكد على وجوب اعتبار المعرفة وبشكل دائم متعلقة بسياق معين. إن المعرفة الانثروبولوجية أمر نسبي، ولا يوجد هناك نظام مضمون للمراجع، أو أي مكان لما يعرف بالأنثروبولوجيا المعيارية، وعليه فإنه لا يمكن النظر الى المعرفة الانثروبولوجية بأنها تختلف عن بقية التخصصات الأخرى المتعلقة بالعلم التربوي، ويمكن تبرير هذه المساواة في المكانة كون الرابط بين
الانثروبولوجيا التربوية مع غيرها من العلوم الاجتماعية أصبح مبهما، وغير واضح المعالم، حيث لا ترتبط الانثروبولوجيا التربوية بموضوع معين، ولا يمكن تعريفها بشكل واضح.
علاوة على ذلك، فإن الانثروبولوجيا التربوية تنتج أسئلة ووجهات نظر وسمات جديدة ضمن التعليم، إذ كانت نهاية الفترة الزمنية التي سادت فيها النظم الانثروبولوجية منغلقة على نفسها، وقد فسحت المجال لظهور فرص جديدة تقود
إلى صنع أ أهداف جديدة.

وقد ظهرت بعض وجهات النظر الجديدة نتيجة تقاطع علم الانثروبولوجيا مع غيره من التخصصات الأخرى المرتبطة بالعلوم التربوية، والتي يعبر عنها بما يأتي:
أصبحت الانثروبولوجيا التربوية تُعرف بالأنثروبولوجيا التاريخية والحضارية للتعليم، والتي تأخذ بعين الاعتبار التعدين الثقافي والتاريخي للباحث وغرضه من البحث، ومازالت الانثروبولوجيا التاريخية والحضارية للتعليم تسعى
لربط وجهات نظرها، وأساليبها مع وجهات نظر، وأساليب هدفها أو غرضها. إن هدف الانثروبولوجيا التاريخية والحضارية للتعليم الآن لا يعتمد على بحث الإنسان أو الطفل كمخلوقات كونية فحسب بل بالاستقصاء عن أفراد حقيقيين وأطفال ضمن سياقات تاريخية وثقافية محددة، وانطلاقا من وجهة النظر هذه، فإن فكرة وجود المفهوم الذي قد يشمل بشكل ما الإنسان ككل، سيفقد ذلك المفهوم قيمته، ولا تقتصر الأنثروبولوجيا التاريخية والحضارية للتعليم على حقب زمنية أو حضارات معينة، فعندما يقوم هذا التخصص بإبراز جوانبه الحضارية والتاريخية، فإنه قادر نظريًا من التغلب على المركزية الأوروبية في العلوم الإنسانية، والمصالح التاريخية الخالصة في التاريخ، فهو منخرط في مشكلات الحاضر والمستقبل التي لم يجد لها حل.

وتهدف الانثروبولوجيا التربوية من جانب لنقد الأوهام المتعلقة بقوة أو ضعف التعليم، ومن جانب آخر للكشف عن التوتر القائم بين احتمالية الكمال البشري، وصعوبة التغير البشري، وبالتالي لاستعراض احتماليات التعليم ومحدداته، وتؤدي هذه الوظائف إلى تركيز معين على الإبداعات البشرية، والتي بدورها تركز على فحص، وكشف المحددات البيولوجية والاجتماعية والحضارية لعملية التطور البشري التي تشكل التعليم، ولقد أصبحت في السنوات الأخيرة محددات الابداع البشري جلية للعيان أكثر من ذي قبل، حيث تتجلى في تعابير متداولة مثل: (محددات النمو)، و(مجتمع المجازفة)، ويبدو أن الزيادة في
أنسنة العالم تجري بشكل متواز مع خطورة تدميره.

تحميل الكتاب PDF 

تعليقات