الهجرة
وهجرة الكفاءات العلمية العربية
والخبرات الفنية.pdf
أو
النقل المعاكس للتكنولوجيا
الدكتور
محمد رشيد الفيل
المقدمة
الهجرة و هجرة الكفاءات العلمية العربية والخبرات الفنية
الهجرة هي عبارة عن عملية الحركة والانتقال من منطقة إلى أخرى إما لتحسين وضح المهاجر الاقتصادي أو هربا من ظروف مناخية سيئة أو من ظواهر طبيعية مخيفة أو ضغط سياسي. وليس شرطا أن ينتقل الإنسان إلى مكان أفضل من مكانه، فقد ينتقل إلى مكان أسوأ لكي يخلص من عدو غاشم أو ضغط سياسي أهوج مباغت.... الخ فقد أضطر الإنسان أن يهاجر إلى المستنقعات والجبال والغابات والمناطق الباردة أو الشديدة الحرارة (الصحاري المتجمدة والحارة وهي جميعا في المفهوم الجغرافي مناطق طرد ولجوء وذلك لقلة مواردها وصعوبة الحياة فيها تخلصا من القهر والخضوع. وتحدث الهجرة نتيجة لعدم الارتياح او شعور الفرد بالعجز عن توفير متطلبات حياته وحياة عائلته الضرورية.
إن الإنسان ككائن حي يتميز بسمات تجعله يتخذ قرارته في الهجرة أو الاستقرار وهي:
1- أنه كائن أو مخلوق متنقل.
2_ أنه كائن سريع التأثر بها يعترضه أو يُطرح عليه من وجهات نظر أو مقترحات.
3_ له القدرة على التمثيل.
4- لديه القابلية على اتخاذ القرارات عند
اللزوم.
5_ بامكانه اختيار أو تحديد الآليات أو الوسائل التي يعتقد أنها أكثر مناسبة لتحقيق حاجياته.
6_ له قابلية الافادة من تجاربه.
7_ استعمال التجربة والخطأ لاختيار ما يساعده على توفير متطلباته المتعددة.
ولقد دأب الإنسان على الانتقال منذ أن وجد على سطح هذا الكوكب - خاصة . في العالم وعدم وجود الحدود - ( أما ليجمع قوته أو ليصطاد الحيوانات التي يقتات على لحومها ويلبس جلودها).... الخ وليس الإنسان وحده هو الذي ينتقل بل أن الحيوانات والطيور والأسماك والنباتات بل وحتى الجماد -يهاجر-(٢) فالمعروف أن رؤوس الأموال لا يمكن أن تنتعش إلا حيث الأمن والاستقرار، ولكن إذا ما ارتبك حبل الأمن وانعدم الاستقرار فإن رؤوس الأموال جبانة - إذ ترحل وبسرعة إلى حيث الأمن والطمأنينة لتنتعش وتعطي ثمارها في التنمية البشرية واستغلال الامكانيات الاقتصادية المتاحة".
والكفاءات العلمية شأنها شأن رؤوس الأموال تنتعش وتنتج مع الاستقرار.
لقد انتقل الإنسان منذ عشرات الآلاف من السنين منذ أن وجد على سطح هذا الكوكب.
جامعا لقوته FOOD GATHERING أو صيادا ثم راعيا كما هاجر الإنسان وراء غذاء العقل فكانت هجرة الفلاسفة اليونانيين إلى أثينا التي بدأت مبكرة في القرن السادس عشر إلى القرن الثالث قبل الميلاد.
إن الهجرة في طلب العلم ظاهرة قديمة، فقد هاجر الإنسان في طلب العلم إلى مختلف المناطق وفي مختلف العصور غير آبه بالعوائق والصعوبات... الخ
" إلى متى يستمر العرب في امداد العالم المتقدم بالكفاءات البشرية النادرة، في حين لا يزال عاجزا عن الخروج من دوامة التخلف؟! ولماذا تستمر الكفاءات العربية في الهجرة بعد قرابة قرنين من بدء النهضة العربية الحديثة".