تحميل كتاب علم الإجرام المعاصر . pdf

ان الدراسة العلمية للظاهرة الاجرامية بدأت متأخره، وأخذت شكل دراسات متفرقه عن أسباب الإجرام وكيفية مواجهته، وكانت هذه الدراسات متأثره بمجال كل باحث وتخصصه مما أفقدها وحدة الهدف رغم وحـدة الموضوع. ولكن ما لبثت

هذه الدراسات أن تبلورت شيئاً فشيئاً حتى أبرزت إلى الوجود وفي صورة متجانسه علوماً متعددة موضوعها الدراسة العلمية للظاهـرة الإجرامية، من بين هذه العلوم

علم الإجرام.

علما أن أهمية دراسات الجريمة بدأت تتزايد بشكل واضح في دراسات علم الاجتماع المعاصر، والواقع ان الارتباط وثيق بين دراسة علم الاجتماع ودراسـة السلوك الإجرامي، فمنذ أواخر القرن الماضي أصبح علم الإجرام موضوعا أساسيا

للدراسة في أقسـام علم الاجتماع الناشئه في جامعات الولايات المتحده الامريكيه، وتشير نتائج بحث أجرى سنة ١٩٠١ في أمريكا إلى أن علم الإجرام وعلم العقاب كانا بين المقررات الأولى التي كانت تدرس تحت عنوان (علـم الاجتماع) ويدرك الباحث في ميدان علم إجتماع السلوك الانحرافي ظهور عدة إتجاهـات ومدارس متصارعه في مجال تفسير السلوك الانحرافي ومواجهته ورسم السياسات الاجتماعية سـواء السياسات الجنائيه او سياسات الدفاع الاجتماعي ضـد الانحراف، ويمكن القول ان هـذا التباين والاختلاف في الاتجاهات والصراع بين المدارس والنظريات

ما يطلق عليه اليوم سياسات الدفاع الاجتماعي والاجراءات العقابيه بشكل لم ولن يصل اليه أي فكر وضعي لا ي بالهـدى الألهي، وقد حاولت في هذه الدراسة أن أقدم محاوله متواضعه حول مفهوم علم الإجرام والسلوك الإجرامي والنظريات والمدارس المتصارعه في تفسيره مستعيناً بأحكام الشريعه الاسلاميه حسب مقتضی الحـال، آملاً أن تتبعها دراسات تكمـل مـا خلت منه هذه الدراسـة مـن معالجات

ضروريه.