📁 آخر الأخبار

معجم مصطلحات الأنثروبولوجيا والفلسفة وعلوم اللسان والمذاهب النقدية والادبية.pdf

معجم مصطلحات الأنثروبولوجيا والفلسفة وعلوم اللسان والمذاهب النقدية والادبي

معجم مصطلحات الأنثروبولوجيا والفلسفة وعلوم

 اللسان والمذاهب النقدية والادبية.pdf


المقدمة:



تقتضي كل دراسة ذات طابع علمي أن يحدد صاحبها مدلول المصطلحات التي وردت بها تحديدا دقيقا ليوضح الفرق بين لغة الحياة اليومية ولغة الدراسة العلمية أو ليفـرق بيـن القـامـوس اللغـوى والقاموس العلمي . فالأول يسجل كيف يستخدم الناس هذا اللفظ أو ذاك ، أما الثاني فيشرع وجوب
استخدام هذا اللفظ أو ذاك المصطلح في حدود معينة بغض النظر عما اعتاده الناس في لغتهم العادية .

والمشاهد في الواقع العلمي أن كثيرا من الطلاب والباحثين يستخدمون اصطلاحات أو مفاهيم حديثة في نصوص أعمالهم دون العناية بتحديـد مدلولاتها ، الأمر الذي يؤدي إلى الخلط في الفكر والغموض واللبس في بعض جوانب الموضوعات المتناولة . والغموض والخلط في الفكر يؤديان بلا شك إلى خلل في الدلالة العامة للموضوع الذي يعالجه الباحث أو الـدارس والذي من شأنه أن يضعف من القيمة العلمية لعمله بطريقة مباشرة .

وعلى هذا الأساس ينبغي عليه أن لا يكتفي باستخدام مصطلحات معينة دون أن الإشارة إلى مدلولاتها المعرفية أو العلمية نظرا لأن تحديد المدلول من المسائل النظرية المرتبطة بالبحث أو الدراسة والتي تساعد القارئ على فهم
مجمل المعاني التي وردت فيه ، إذ لا يمكن للبحوث أو الدراسات في مضمار الآداب برمتها أو في مضمار الأنثروبولوجيا أن تتقدم بدون اعتماد الباحث أو الدارس على السلوك اللغوي العلمي الذي يحتم عليه تحديد مضمون المفاهيم عمله خاصة إذا كانت ذات أصول غربية أو أوروبية ،
فالمسألة ليست في القدرة على حشد كـم هـائل من المصطلحات أو المفاهيم الحديثة لصبغ العمل بلون الحداثة ، وإنما في القدرة على تحديد مدلولاتها ومعرفتها معرفة علمية تتيح له دمجها في بنية اللغة والثقافة العربية والشيء الجوهري الذي تنهض عليه هذه القدرة هو التفاعل الكيفى مع
المفردات أو المصطلحات ذات الأصـول الغربية ، بمعنـى إضــاء عليـها مشخصات اللغة والثقافة العربية مع الحفاظ على جوهر مشخصاتها الغربية ، وهذا التفاعل يحتم على الباحث أو الدارس أن يتعامل معها بمعايير العقل والوضوح اللذين ينايان به عن أجواء الغموض في الفكر والاضطراب في المفاهيم ، وأبسط مظاهر هذه المعايير تتمثل في تطويعها وتحديد مدلولاتها في ظل قواعد أساسية تربط السياق الثقافي الذي استخدمت فيه بالسياق الذي تم النقل إليه .

هذا الفهم لمظاهر التفاعل الكيفي مع المصطلحات الحديثة لـم يـدر بخلد الباحث أو الدارس في مضمار الآداب أو في مضمار الأنثروبولوجيا ، بحيث فقدت جوهرها الدلالي أو المعرفي ، إن غياب هذا التفاعل بعد شكلا من أشكال عدم التبادل الفكرى بيـن مـا يتلقـاء مـن الثقافة الغربية ، وبين
إطاره الثقافي أو الحضاري بسبب عزلتـه عـن مضمونها المعرفي أو الفلسفي ، وأصبحت في نصوص بحثه أو دراسته ذات دلالة من حيث النظم لا من حيث المعنى .

إن تحديد مدلول المصطلحات أمر بالغ الأهمية ويحتاج إلى عناية خاصة من الباحث أو الدراس لإتمام جوانب عمله من الناحية النظرية ، ورفع عنه سمات الاضطراب والتشتت وإضفـاء عليـه الطابع الموضوعي أو العلمي ، وتحديد هذا المدلول يساعده على ضبط تفكيره وتوجيهه وتعميقه فضلا عن مساعدته على تبادل الخبرات والأفكار .

أمام هذه الاعتبارات التي تزداد قيمتها للباحث أو الدارس في مضمـار الفلسفة أو علوم اللسان ، أو الأنثروبولوجيا ، أو في مضمار النقد الأدبي رأينا أن نقدم هذا المعجم لتحديد مدلول أهم المصطلحات الحديثة في المجالات السابقة ، وقد قصدنا فـي ذلـك إلـى بعـض كبـار الباحثين والأعـلام المتخصصين في الميادين السابقة من العرب والغربيين .

وإنـا نـامل أن يكـون هـذا العمل نافعا للباحثين الذين يهتمون بهذه المجالات .
سمير حجازی

تحميل الكتاب PDF 

تعليقات