سوسيولوجيا العلاقات الدولية .pdf
معلومات عن الكتاب:
سوسيولوجيا العلاقات الدولية
المؤلف: مارسيل ميرل
ترجمة: د. حسن نافعة
الناشر: دار المستقبل العربي
الطبعة: الأولى 1986 م
عدد الصفحات: (524)
وصف الكتاب:
يسعدني أن أقدم إلى القارىء العربي في مصر والبلاد العربية كتاب « سوالبولوجيا العلاقات الدولية » ، الذي ألفه الأستاذ الدكتور مارسيل مول رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعةباريس 1 - السوريون ) والأستاذ بمعهد الدراسات السياسية باريس . وهناك اعتبارات كثيرة جفراني للقيام بهذا العمل ..
تمثل أولى هذه الاعتبارات في النقص الشديد في الكتب التي تتناول موضوع العلاقات الدولية سواء كانت هذه الكتب مؤلفة بواسطة المتخصصين العرب أو مترجمة عن نصوص أجنبية : والحقيقة أن هذه الكتب ، المؤلفة منها والمترجمة ، لاتتعدى أصابع اليد الواحدة على الرغم من أن موضوع « العلاقات الدولية » أصبح علما له أصوله وقواعده التي استقرت في الغرب منذ فترة ليست بالقصيرة ، وهو علم ينطور كل يوم وتنبلق منه تخصصات فرعية تكاد تصبح بدورها علوما لما أمرها وقواعدها الخاصة . ويلقى هذا الوضع بمسئولية خاصة على المتخصصين العرب لملء هذا
الفراغ سواء عن طريق التأليف أو العرمة ، إذ يحتاج الشباب العربي أكثر ما يحتاج اليوم إلى أن يلم بعض قواعد هذه العلوم وأصوها لعله يتسطيح ، حين يتسلم زمام الأمور في المستقبل ، أن يتمكن بإمامه هذا من إدارة الصراعات التي قدر لبلاده أن تكون طرفا فيها بمنهج علمی مسلم لا يتضع
للأهواء أو التقلبات الشخصية . . .
أما ثاني هذه الاعتبارات فتمثل في تلك العلاقة الشخصية التي ربطني بمؤلف الكتاب : وقد كان الأستاذ مارسيل ميل هو أول من قابلت من أساتذة السوريون وتابعت محاضراته في العلاقات الدولية كما كان هو الأستاذ الذي وقع عليه المختياري للإشراف على الأطروحة التيتقالات بها للحصول على دكتوراة الدولة في العلوم السياسية من نفس الجامعة ـ والبقاء مع الأستاذ ميرل بعد سنوات من عودة الى مصر تحدثنا عن إمكانية ترجمة هذا الكتاب إلى اللونة العربية بعد أن تمت ترجمته إلى بعض اللغات الأوروبية الأخرى ومنها الانجليزية والأسبانية - ورما انتابني وقتها شعور بأن في عنقى دينا يتعين الوفاء به ، وأنه ربما تكون هذه هي المناسبة.
لكن ماكان يمكن للعلاقة الشخصية التي أعتز بها مع الأستاذ ميرل أن تكفي وحدها للتصدى لعمل يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد خصوصا وأنني لست من المولعين بالتزمة ولا من عشاقها . غير أنني بعد تفكير وجدت أن الأمر يستحق التضحية وخصوصا بعد أن تدهورت حركة الترجمة في مصر وعجزت في السنوات الأخيرة عن مواكبة التطور الهائل في ميادين العلوم والفنون ، وهو عجز لا يمكن تلافيه إلا إذا تصدى المتخصصون بكل عزم وهمة لهذه القضية وأسهموا بأنفسهم في دفع حركة الترجمة والواقع أن الكتاب الذي أقدمة اليوم للقارىء العرب هو كتاب مهم في موضوع العلاقات الدولية ، بل ربما يكون ، بمعايير عديدة ، كتابا نموذجيا سواء بالنسبة للمبتدىء في دراسة علم
العلاقات الدولية أو حتى بالنسبة للباحث المتخصص .
وتعود أهمية هذا الكتاب للباحث المبتدىء في أنه يحتوى على عرض شامل ، وإن كان عاما ، لمختلف القضايا التي تدخل في اطار الحقل البحثى العلم العلاقات الدولية . ومن ثم فإن قراءة هذا الكتاب تعتبر مدخلا نموذجيا للإلمام بالموضوع إلماما شاملا و عامايدين بعد ذلك على إمكانية القومي في العمق والتأمل في القاضيل ، أما أهمينه بالتسنية
للباحث المتخصص فتعود إلى أنه يقدم ، في تقديري ، رؤية جديدة في العلاقات الدولية تجعله يتميز عن كثير من المؤلفات الأخرى في نفس الموضوع، وعلى الرغم من أن هذه الرؤية قد تكون غير مستقلة ، ومن ثم ليست مبدعة أو أصيلة على نحو مطلق ، إلا أنها تتميز بأنها رؤية شاملة تأجة في إعتبارها أهم وأفضل ما كتب في الموضوع حتى الآن، وتعيد صياغته وعرضه في نسق واحد متدفق - فقد استطاع الأستاذ ميرل بهذا الكتاب أن يحدث تزاوجا سعيدا وحصيا بين المدرسة الفرنسية في موضوع الملاقات الدولية ، وهي المدرسة التي غلب عليها دوما الطابع الفلسفي والطابع القانونى ، وبين المدرسة الأنجلو منكسونية التي غلب عليها الطابع التجريبي والبراجماتي ولكنها تمكنت من إحداث ثورة في دراسة هذا العلم من خلال تطويرها للمناهج السلوكية والكمية وتمكن ميرل، وبحذق شديد ، من إثبات جنوح بعض التعميمات الفلسفية وشكلية معظم القوالب القانونية وتعنت عدد من المناحي الكمية في دراسة مختلف ظواهر العلاقات الدولية ليخلق إلى أن لكل مقام مقال وأن لكل من هذه المناهج دوره وأهميته في القاء الضوء على هذا الجانب أو
ذاك من جوانب الظاهرة الدولية الشديدة العقيد ... وسوف يدرك القاري، كم حاول الأستاذ ميرل أن يكون « علميا » وموضوعيا إلى حد كبير . ولكنه سوف يتأكد مرة أخرى بعد قراءة هذا الكتاب أن العلمية والموضوعية في العلوم
الإجتماعية هي مسائل مسيرة التحقيق على اطلاقها كما أنها نسبية في جميع الأحوال . ولذلك فلا يتعين على القارىء العربى أن يندهش إذا وجد في هذا الكتاب بعض التحليلات التي لايوافق عليها.