منهج البحث العلمي بين الاتباع والإبداع_أحمد الخطيب.pdf
تمهيد
بقلم أ.د.سيد مدبولي
أستاذ العمارة والتحكم البيئي
كلية الهندسة - جامعة عين شمس
البحث العلمي ومنهج البحث العلمي مصطلحان متلازمان كوجهي العملة الواحدة لا تواجد لأحدهما دون الآخر. وفي حين يبدو الأول أكثر شيوعا وتداولا بين الباحثين على اختلاف مستوياتهم واهتماماتهم؛ فإن الأخير على أهميته هو الأشد غموضا والأكثر إرباكا للجميع لأسباب متعددة ربما كان أحدها هو تلك الوفرة الهائلة فيما كتب ويكتب حول منهج البحث.
يمثل منهج البحث العلمي في إطاره الشامل مجموعة من الخطوات المنطقية المتتالية التي يمكـن مـن خلالها الانتقال من مشكل البحث إلى نتائجه؛ فهو بالنسبة للباحثين بمثابة الإصـار الحـاكم للعمـل ومـعـار دقيقاً للتقييم والحكم ليس فقط علي صحة العمل أو خطئه؛ بل أيضاً تحديد موضع الخطأ وأسباب کمدخل أساسي لتصويب هذه الأخطاء أو تلافيها.
وفي إطار السعي الحثيث للأجهزة البحثية والعلمية بالدولة نحو التجويد والتحسين ثم الدفع قدماً نحو العالمية يأتي هذا العمل؛ فيطرح منظوراً تطبيقياً شاملاً لعلـم المنهج في محاولة جادة لتخليصـه مـن الشوائب وتنقيته من التناقضات وإزاله كل ما يحيط بـه عـن صـور التعـقـد والغموض التي طالما أرهبت وأرهقت الجادين من طلاب البحث العلمي على اختلاف تخصصاتهم؛ حتى بات بعضهم يعتبر هذا العلـم
على أهميته مجرد مصطلحات علمية جامدة وكلمات منمقة لا تصلح للتطبيق خارج قاعة المحاضرات حيث تلقي؛ وبالتالي فهم عازفون عنه؛ غير راغبين في التعامل معه إلا في الإطار الرسمي من خلال ما يكتبونه طوعاً أو قسر تحت عنوان منهج البحث في الصفحات الأولى من أبحاثهم. ولعل هذا ما يفسر ما يظهر من أخطاء واضحة فيما يكتبونه تحت هذا العنوان ناهيك عن أخطاء البحث في حد ذاته والعمل الذي بين أيدينا إضافة قيمة للمكتبه العربيه التي لا يعوزهـا العنـوان وإنما تفتقد المضمون فالمؤلفات التي عالجت علم المنهج علي كثرتها ووفرتها يشوبها الكثير من الغموض والتناقض؛ ولعل ذلك هو ما يعطي لهذا العمل بأسلوب طرحه ومعالجته للموضوع قيمة خاصة.
