أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

تحميل كتاب الأنثربولوجيا_لـ مارك أوجيه ,جان بول كولاين.pdf

الأنثربولوجيا_لـ مارك أوجيه ,جان بول كولاين

الأنثربولوجيا_لـ مارك أوجيه ,جان بول كولاين.pdf




يصعب اختصار كتاب صغير كالذي نترجمه في صفحة أو
أكثر. وحين يصف المؤلف كتابه بـ «العمل الموسوعي الصغير»، فوصفه دقيق بكل ما تتسع له الكلمة من معنى، يشير الكتاب أولاً إلى ترابط العبارات والـمـفـاهـيـم وتلازمها بين الأنثربولوجيا والإثنوغرافيا والأثنولوجيا وكيف تولد العلم منها من الآخر حتى استقرت الأنثربولوجيا بمفهومها وبطرقها ومناهجها وموضوعاتها.

يستفيد الكتاب من الدراسات المتاخرة في هذا الحقل وهو
يؤشر لبعض الموضوعات المتداولة فيه، مثل: القرابة، والفاعلية الرمزية، وصولاً إلى صراع الثقافات وعلاقة كل ذلك بهذا العلم الأم الواسع. إلى ذلك، يعالج الكتاب المنهجيات التي تتبع في هذا العلم مع الإشارة إلى تأثره بها. وتعني بالمنهجيات المدارس الفلسفية المتعددة التي أثرت وتؤثر فيه، مثل: البنيوية وعلم السياسة والميثولوجيا. كما يخصص الكتاب فصلاً للترابط بين العلم النظري وبين العلم التطبيقي، أي أنه يخصصه للدراسات الحقلية التي يجب أن يمارسها الأنثربولوجي تكملة لتحصيله أو تطبيقاً له.




إلى جانب ذلك تعالج هذه الدراسة القصيرة تنوع ميادين
الأنثربولوجيا، بدءاً من الدين، إلى الأدب، إلى السياسة، إلى
الأساطير وصولا إلى ابتكار حقول جديدة، أو توقع ظهور ميادين جديدة تمارس فيها الأنثربولوجيا.

إلا ان الكتاب يتوسع في ظاهرة أخرى، وهي إنتاج الأفلام
الانثربولوجية، فهذا العلم لم يعد مجرد بحث نظري أو حتى بحث تطبيقي، بل أنه صار علماً إعلامياً وإعلانياً أيضاً، فقد صار في وسع العالم اليوم أن يوثق علمه بالصوت والصورة، وصـار بإمكانه لا أن يتحدث عن البدائي، بل أن يعرضه لنا إذا وجد، بل لم يعد البدائي وحده موضوع هذا العلم، فكل أساليب الحياة وهموم الثقافة، جميعها أصبحت مواضيع عند الانثربولوجي، لقد صارت الثقافة موضوع هذا العلم، وليست ثقافة واحدة كما تعلم، حتى ولو كانت اللاتينية المركزية الأوروبية هي التي مهدت لولادة هذا العلم ومهما يكن من الأسباب، سواء أكانت استعمارية أو محض علمية أو فضولاً معرفياً.

من الأنثربولوجيا كعلم محض يصل الكتاب إلى هموم
أخرى، مثل صورة الذات والآخر مع ما تعكس من رمزية ثقافية وسياسية، ومن تعارضات شرق وغرب، شمال وجنوب؛ لقد صارت التعارضات هذه من صلب العلم، وصارت الأنثروبولوجيا واحدة من الدراسات المؤثرة في المعاهد الاستشراقية أو الدراسية التي تجعل من منطقة بعينها مجالاً للدراسة، مثل: دراسات الشرق الأوسط، أو الدراسات الإفريقية، أو الدراسات عن أميركا اللاتينية.
بالاختصار، لقد صارت الأنثربولوجيا في صلب الدراسات
الإنسانية.

تعليقات