إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية_.pdf
مقدمة:
مما لا شك فيه أن العالم اليوم يشهد تطوراً ملحوظا في مجال تكنولوجيا المعلومات ومن أبرز هذه التطورات موضوع الألعاب الالكترونية والتي يمكن اعتبارها رياضة فكرية حركية تساعد على نمو الذكاء، ولكن طرحنا هذا الموضوع يستهدف أساسا خطورة التوجه الكبير لهذا النوع من الأنشطة الترفيهية، ومدى تأثيرها الكبير على الأطفال في جميع البلدان العربية .
وباعتبار أن معظم هذه الألعاب ليست عربية بل غربية، فهي تعمل على صرف النظر عن النشاطات الأخرى، خاصة ممارسة النشاطات الرياضية والبدنية التي تلعب دورا كبيرا في
حياة الطفل لما تقدمه من فوائد جسمية ونفسية واجتماعية وتربوية، ولا لها من دور فعال في تفعيل سلوك الأطفال وتنميط سلوكهم وتغيير مبادئهم التربوية، ودعما للحاجة في معرفة أثر هذه الألعاب الإلكترونية والمحوسبة والشبكية على الطلبة خاصة في المرحلة الابتدائية، والذين يتراوح أعمارهم ما بين 7و ١٢سنة، ومن أجل ذلك وللوقوف على حقيقة هذا
التصور قمنا بطرح هذا الكتاب بعنوان (أثر ممارسة الألعاب الإلكترونية على السلوكيات لدي الأطفال)، فدراسة مثل هذه الظواهر وأثرها على السلوك يجعلنا أكثر تحكما في الظاهرة مما يساعد في التخفيف من حدتها وتوسع انتشارها بين أوساط الأطفال، وما لا يمكن تجاهله هو أن هذا الكتاب يكشف خبايا الفكر الغربي وهدفه من توسيع هذه الألعاب، ومضمون هذه الألعاب الإلكترونية التي استحوذت على عقول الكثير من أطفالنا في عالمنا العربي، وبهذا يمكننا تفادي إدمان الأطفال العرب على مثل هذه الألعاب الإلكترونية الغربية الصنع، وتجاهل إغرائها , للطفل الذي لا يعي جيدا خلفيات هذه الألعاب ومدى تأثيرها على سلوكه وعاداته.
برزت في أعقاب ثورة الاتصالات في العالم في الربع الأخير من القرن العشرين، وبعد انتشار وسائل الإعلام الحديثة والتكنولوجيات الرقمية في شتى أرجاء الأرض وظهور
"القرية العالمية"، شكوك وخاوف كثيرة بين شعوب العالم لاسيها المجتمعات النامية حول تأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيات الحديثة المستوردة على ثقافاتها الوطنية وتقاليدها وتراثها وعلى تغيير التركيبية الاجتماعية في العالم، وقد أثبتت العديد من الدراسات والبحوث الغربية انعدام أي مجتمع يتمتع بالحصانة الكاملة ضد تأثير الرسائل والتكنولوجيات الأمريكية الحديثة، حيث أصبحت هذه الوسائل والتكنولوجيات القوة مؤثرة في النظام الاجتماعي العالمي بسبب انتشارها اللامحدود وتغلغلها في الدول النامية، وكذا كونه للمواد الإعلامية والترفيهية والثقافية .
جاء هذا الكتاب ليهدف جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات عن الوقائع والظواهر الاجتماعية، من خلال الدراسات التي عالجت أثر ممارسة الألعاب الإلكترونية على السلوك لدى الطفل، والاعتماد على أحدث المراجع والمصادر.
يضم هذا الكتاب ستة فصول يتناول الفصل الأول: الطفولة وأهمية اللعب وفي الفصل الثاني الألعاب الإلكترونية من حيث تعريفها ونشأتها وأنواعها وخصائصها، وفي الفصل
الثالث فقد خصص للتعرف علاقة الألعاب الإلكترونية بالتكنولوجيات الحديثة والعالم الافتراضي، وقد خصص الفصل الرابع للحديث عن أثر الألعاب الإلكترونية على سلوكيات الأطفال، وفي الفصل الخامس عن خطورة الألعاب والتطبيقات والمواقع إلكترونية على أبنائنا.
أما الفصل الأخير للحديث عن الأسرة ودورها في وقاية الأبناء من الإدمان الإلكتروني.
