📁 آخر الأخبار

أثر العوامل الاجتماعیة في جنوح الأحداث دراسة میدانیة

أثر العوامل الاجتماعیة في جنوح الأحداث دراسة میدانیة 

أثر العوامل الاجتماعیة في جنوح الأحداث دراسة میدانیة أجریت بمركزي الأحداث بمدینتي قسنطینة و عین ملیلة ( تحميل رسالة الماجستير) ..
أثر العوامل الاجتماعیة في جنوح الأحداث دراسة میدانیة

المقدمة:

تعد ظاهرة جنوح الأحداث من أبرز الظواهر الاجتماعية المخلة بالنظام الاجتماعي في أي مجتمع كان ، فهي كانت وما تزال وستبقى موضوعا خصبا للباحثين باعتبارها مشكلة طالما عانت منها مختلف دول العالم باختلاف مستوياتها وذلك لما تنطوي عليه هذه المشكلة من مضاعفات تساهم في تأخير عجلة تقدم المجتمع وتطوره .
فمشكلة جنوح الأحداث تعددت وتنوعت بتعدد العوامل المسببة لها واختلاف وجهات نظر الباحثين والمختصين فيها والتي حاولت تقديم معطيات تشكل حافزا لمعالجة هذه الظاهرة أو على الأقل التخفيف من جدتها . فنظرة التاريخ الاجتماعي قد اختلفت عبر العصور لهذه المشكلة فقديما أعتبر الحدث الجانح مجرما وآثما يستحق العقاب والردع ولهذا عومل معاملة فيها الكثير من أصناف الإيذاء والقسوة ، وبفضل كفاح ومثابرة الفلاسفة والمصلحين والمفكرين وصراعهم الطويل مع الأفكار المتحفظة والقوانين الجامدة تمكنوا من تحويل فكرة الردع العام والانتقام إلى فكرة الإصلاح والعلاج ، بعد أن كانت مشكلة الجنوح والجريمة في أوربا محاطة بالقسوة حيث كانت هذه الأخيرة مقيدة بمفهوم ديني مشوه باعتبار أن الحدث الجانح هو شخص تقمصته روح الشر لذا يجب معاقبته ، حيث ظلت المحاكم الانجليزية توقع على الأطفال عقوبات قاسية في بعض الجنح كالقتل والحريق ، إلا أن مساهمة الثورة الفرنسية وأفكار الحرية وحقوق الإنسان كانت ذات أهمية قصوى في تغيير قوانين وطرق معاقبة الأحداث في مختلف أنحاء العالم باعتبار أن جرائم الأحداث لا تمثل مجرد اعتداء هؤلاء الصغار على أمن المجتمع أو خروجهم عن الأوضاع الاجتماعية بقدر ما يمثل فشل المجتمع والأسرة في رعاية هؤلاء الأبناء وتوجيههم .
بما أن الهرم السكاني في الوطن العربي يتصف بقاعدة فتية ومن ضمنه الجزائر تطرح مشكلة الشباب وما يعانيه من مشاكل ناجمة عن التغير الاجتماعي والاقتصادي مما يجعل من ظاهرة جنوح الأحداث إطارا لمشكلة تستحق البحث والتقصي خاصة في مجتمع الدراسة ولهذا حاولنا في هذه الدراسة البحث والكشف عن مختلف العوامل الكامنة والمؤثرة وراء هذه الظاهرة (موضوع الدراسة ) ، ومن أجل الوصول إلى أصول الجنوح عند الأحداث في مجتمع الدراسة بأبعاده المتعددة باعتبار أن هناك علاقة متينة بين مجموعة من مظاهر سوء التكيف عند الحدث مع أسرته والمجتمع ككل ، لأن الجنوح بمختلف تجسدا ته ونوعيته وعموميته ليس مسألة فردية وإنما هو تفاعل ذاتي في أسرة معينة وفي إطار اجتماعي محدود وفي أجواء من العلاقة المسهلة أو المعطلة لوصولها إلى إنسانيتها .

وتتجلى أهمية هذه الدراسة في أن موضوع جنوح الأحداث في مدينة قسنطينة يتسم بقلة الدراسات العلمية التي تناولت هذا الموضوع والتي أصبحت تشكل خطرا على المجتمع الذي هو أحد المجتمعات الشابة بالنسبة لأعمار السكان وأغلبهم في سن الحداثة مما يعطي أهمية بالغة للدراسة وخاصة في ظل ارتفاع جرائم الأحداث في مجتمعنا ، وهذا ماجعلني أسعى الى محاولة دراسة ووصف والكشف عن الحوامل المؤثرة فيها عن طريق اتباع المنهج الوصفي التحليلي لتشخيص الواقع الفعلي لموضوع الدراسة بالاضافة الى جمع البيانات الميدان عن طريق الملاحظة المباشرة لمعرفة موضوع الدراسة ولكي أتمكن من صياغة أسئلة الاستمارة التي تم تطبيقها لتأكد من صحة فرضيات الدراسة التي حاولت من خلالها توضيح العوامل المؤثرة والتي يمكن أن تكون سببا في حدوث ظاهرة جنوح الأحداث وقد تم التوصل الى مجموعة من النتائج من أهمها أن ظاهرة الجنوح في مجتمع الدراسة هي نتاج لجملة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية المتكاملة مع بعضها البعض بالاضافة الى عوامل أخرى وان اختلفت درجة درجة تأثيرها ، الا أن عاملي الطلاق والفقر اللذين تعاني منهما أسر الأحداث من أهم العوامل وأكثرها تأثيرا في جنوح الأحداث في مجتمع الدراسة .
وقد تضمن هذه الدراسة جانبان : الجانب النظري والجانب الميداني ، حيث تم إجراؤها في ستة فصول .
الفصل الأول : مشكلة الدراسة وأسباب اختيار هذه المشكلة وأهميتها بالإضافة إلى تحديد المفاهيم الرئيسية للبحث والأهداف التي تسعى الدراسة إلى تحقيقها .
أما الفصل الثاني : فتناول الأسس النظرية لجنوح الأحداث تم عرض بعض النظريات النفسية والاجتماعية وتفسيرها حسب اختلاف نظرة علمائها مع عرض النظرية الاقتصادية التي عالجت مشكلة الجنوح وقد سعت الباحثة إلى ربط نتائج هذه النظريات مع واقع مجتمع الدراسة .
ويتناول الفصل الثالث : مختلف عوامل الجنوح التي ساهمت في حدوثها ، كما تتبعت الباحثة هذه الظاهرة في المجتمع الجزائري وتطور التشريعات المخصصة للطفولة المنحرفة وذلك منذ الاستقلال إلى يومنا هذا إلى جانب التشريع المتعلق بالأحداث ، والهياكل المعدة لاستقبالهم .
أما الفصل الرابع : تم فيه عرضا مفصلا لمجموع من الدراسات السابقة في ميدان جنوح الأحداث ومدى تطابق نتائجها مع ماتم التوصل إليه في البحث .

أما الفصل الخامس : فقد تم فيه تحديد الإطار المنهجي للدراسة حيث تم تحديد مجالات الدراسة المكانية والزمانية والبشرية ، فكان المجال المكاني في مدينتي قسنطينة وعين مليلة ، كما أيضا تم استخدام أيضا استخدام ثلاثة أدوات منهجية في الدراسة وهي المقابلة ، الملاحظة ، الاستمارة من أجل جمع البيانات .
ويتناول الفصل السادس : الدراسة الامبريقية لجنوح الأحداث حيث تمت معالجة المعطيات الميدانية ومناقشة نتائج الدراسة والتأكد من صحة الفروض مع ربط نتائج الدراسة وع النظريات التي تم تناولها وأيضا الدراسات السابقة مثل إعطاء خاتمة للبحث أعطت الباحثة جملة من التوصيات .
تعليقات