📁 آخر الأخبار

أثر العوامل الاجتماعية في جنوح الأحداث: دراسة ميدانية تحليلية (قسنطينة وعين مليلة)

أثر العوامل الاجتماعية في جنوح الأحداث: دراسة ميدانية تحليلية (قسنطينة وعين مليلة)

ملخص: يتناول هذا المقال بالتحليل والدراسة أثر العوامل الاجتماعية في جنوح الأحداث، مستنداً إلى دراسة ميدانية أجريت بمركزي الأحداث في مدينتي قسنطينة وعين مليلة. نناقش هنا تطور الظاهرة، أسبابها الرئيسية مثل الطلاق والفقر، والنتائج التي توصلت إليها رسالة الماجستير التي نعرض ملخصها ورابط تحميلها.

​مقدمة: جنوح الأحداث كظاهرة اجتماعية مركبة

​تعد ظاهرة جنوح الأحداث من أكثر القضايا التي تؤرق الباحثين والمختصين في علم الاجتماع وعلم النفس الجنائي. إنها ليست مجرد خروج فردي عن القانون، بل هي انعكاس لخلل في البنية الاجتماعية والتربوية للمجتمع. في الجزائر، ومع التغيرات السوسيو-اقتصادية المتسارعة، أصبحت هذه الظاهرة تشكل تحدياً حقيقياً يتطلب الدراسة والتقصي، خاصة في مجتمعات تتسم بتركيبة سكانية شابة.

​إن أثر العوامل الاجتماعية في جنوح الأحداث لا يمكن عزله عن السياق العام؛ فالأسرة، المدرسة، والبيئة المحيطة تشكل جميعها حلقات مترابطة تؤثر سلباً أو إيجاباً في تكوين شخصية الحدث.

أثر العوامل الاجتماعیة في جنوح الأحداث دراسة میدانیة أجریت بمركزي الأحداث بمدینتي قسنطینة و عین ملیلة ( تحميل رسالة الماجستير) ..
أثر العوامل الاجتماعیة في جنوح الأحداث دراسة میدانیة

​التطور التاريخي للنظرة إلى جنوح الأحداث

​لقد شهدت البشرية تحولاً جذرياً في كيفية التعاطي مع الطفل الجانح. فإذا عدنا بالتاريخ إلى الوراء، نجد أن النظرة كانت قاسية ومشبعة بالمفاهيم الخرافية.

​1. مرحلة العقاب والردع (النظرة القديمة)

​قديماً، كان يُنظر للحدث الجانح على أنه "مجرم صغير" أو شخص تلبسته "روح الشر". في أوروبا، وتحديداً في المحاكم الإنجليزية، كان الأطفال يخضعون لنفس العقوبات التي تطال البالغين، بما في ذلك العقوبات القاسية في جرائم مثل الحريق والقتل. كان الهدف هو الانتقام والردع العام دون النظر إلى حداثة سن الجاني أو ظروفه.

​2. مرحلة الإصلاح والعلاج (النظرة الحديثة)

​بفضل جهود الفلاسفة والمصلحين الاجتماعيين، وتأثراً بمبادئ الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان، تغيرت هذه النظرة. انتقل المفهوم من "العقاب" إلى "الإصلاح". أصبح يُنظر لجنوح الأحداث ليس كاعتداء من الطفل على المجتمع، بل كفشل من المجتمع والأسرة في احتواء هذا الطفل وتوجيهه. هنا برزت أهمية مراكز إعادة التربية بدلاً من السجون التقليدية.

​واقع جنوح الأحداث في الجزائر: دراسة حالة (قسنطينة وعين مليلة)

​تتميز الجزائر بهرم سكاني ذو قاعدة فتية عريضة، مما يجعل قضايا الشباب والأحداث في صدارة الاهتمامات الوطنية. الدراسة الميدانية التي نحن بصدد الحديث عنها ركزت على مدينتي قسنطينة و عين مليلة، وهما مدينتان تعكسان التنوع الاجتماعي والاقتصادي في الشرق الجزائري.

​أهمية الدراسة الميدانية

​تكمن أهمية دراسة أثر العوامل الاجتماعية في جنوح الأحداث في هذه المنطقة نظراً لقلة الدراسات العلمية الدقيقة التي شخصت الواقع الفعلي. هدفت الدراسة إلى:

  1. ​الكشف عن العوامل الكامنة وراء السلوك المنحرف.
  2. ​تشخيص العلاقة بين سوء التكيف الأسري والجنوح.
  3. ​تقديم بيانات إمبيريقية (واقعية) تساعد صناع القرار والمختصين.

​المنهجية المتبعة في دراسة جنوح الأحداث

​للوصول إلى نتائج دقيقة حول أسباب جنوح الأحداث، اعتمدت الدراسة الميدانية على المنهج الوصفي التحليلي. هذا المنهج هو الأنسب لرصد الظاهرة كما هي في الواقع، وتحليل علاقاتها بمتغيرات أخرى (كالفقر، التفكك الأسري، المستوى التعليمي).

أدوات البحث المستخدمة:

  • الملاحظة المباشرة: لرصد سلوكيات الأحداث داخل مراكز إعادة التربية.
  • المقابلة: لجمع المعلومات النوعية من الأحداث والمشرفين.
  • الاستمارة (الاستبيان): لجمع البيانات الكمية والتحقق من صحة الفروض.

​العوامل الاجتماعية المؤثرة في الجنوح: نتائج الدراسة

​خلصت الدراسة التي أجريت بمركزي الأحداث في قسنطينة وعين مليلة إلى أن الجنوح هو "نتاج لجملة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية المتكاملة". ومع ذلك، برز عاملان أساسيان كأخطر المسببات:

​1. التفكك الأسري (الطلاق)

​أثبتت النتائج أن الطلاق هو المتغير الأكثر تأثيراً في انحراف الأحداث في مجتمع الدراسة. غياب أحد الوالدين أو العيش في بيئة مشحونة بالصراعات يفقد الحدث الشعور بالأمان، ويضعف الرقابة الأسرية (الضبط الاجتماعي غير الرسمي)، مما يدفعه للبحث عن بدائل خارج المنزل، غالباً ما تكون "جماعات الرفاق المنحرفة".

​2. العامل الاقتصادي (الفقر)

​جاء الفقر كعامل حاسم آخر. تعاني العديد من أسر الأحداث الجانحين من ضائقة مالية تمنعها من تلبية الحاجات الأساسية لأبنائها. هذا الحرمان المادي يولد شعوراً بالنقص والإحباط لدى الحدث، وقد يدفعه للسرقة أو الانخراط في نشاطات غير مشروعة لتوفير المال، أو ببساطة للهروب من واقع منزلي بائس.

​هيكل الدراسة (رسالة الماجستير)

​لفهم أعمق للموضوع، تم تقسيم الدراسة الأكاديمية إلى ستة فصول رئيسية، تغطي كافة جوانب الظاهرة:

  • الفصل الأول: الإطار العام للدراسة (المشكلة، الأهمية، الأهداف، والمفاهيم).
  • الفصل الثاني: الأسس النظرية (استعراض النظريات النفسية، الاجتماعية، والاقتصادية المفسرة للجنوح).
  • الفصل الثالث: عوامل الجنوح والتشريعات (تطور قوانين حماية الطفولة في الجزائر والهياكل المستقبلة).
  • الفصل الرابع: الدراسات السابقة (مقارنة النتائج الحالية بدراسات سابقة).
  • الفصل الخامس: الإطار المنهجي (تحديد المجال الزماني والمكاني - قسنطينة وعين مليلة - والأدوات).
  • الفصل السادس: الدراسة الميدانية ومناقشة النتائج (التحليل الإحصائي والربط بين الفرضيات والواقع).

​الخلاصة والتوصيات

​إن ظاهرة جنوح الأحداث في الجزائر ليست قدراً محتوماً، بل هي نتيجة لظروف يمكن معالجتها أو الحد منها. أظهرت الدراسة الميدانية في قسنطينة وعين مليلة أن ترميم الأسرة ومحاربة الفقر هما خط الدفاع الأول ضد الجريمة.

توصيات هامة:

  • ​تفعيل دور مكاتب الخدمة الاجتماعية في المدارس والأحياء للكشف المبكر عن حالات التفكك الأسري.
  • ​تقديم الدعم الاقتصادي والنفسي للأسر المعوزة لحماية أبنائها من الانجراف نحو الشارع.
  • ​إعادة النظر في برامج التأهيل داخل مراكز الأحداث للتركيز على العلاج النفسي والتدريب المهني.

​تحميل رسالة الماجستير: أثر العوامل الاجتماعية في جنوح الأحداث

​للباحثين والطلبة المهتمين بالاطلاع على التفاصيل الكاملة للدراسة، والجداول الإحصائية، وتحليل الاستبيانات، يمكنكم تحميل الرسالة العلمية الكاملة من الرابط أدناه.

[رابط تحميل الرسالة - اضغط هنا]

(ملاحظة: هذا المكان مخصص لوضع الرابط الفعلي الخاص بك للملف)

​الأسئلة الشائعة (FAQ) حول جنوح الأحداث

س: ما هو التعريف القانوني للحدث الجانح في الجزائر؟

ج: هو كل طفل لم يبلغ سن الرشد الجنائي (18 سنة) ارتكب فعلاً يعاقب عليه القانون، وتتطلب حالته تدابير الحماية أو التهذيب.

س: هل يؤثر عمل الأم على جنوح الأحداث؟

ج: الدراسات تباينت، ولكن الدراسة الحالية ركزت على أن غياب الرقابة والتوجيه (سواء كانت الأم عاملة أو ماكثة) هو العامل الحاسم، وليس العمل بحد ذاته.

س: ما الفرق بين الجنوح والجريمة؟

ج: الجريمة مصطلح عام يطلق عادة على البالغين، بينما "الجنوح" مصطلح يستخدم للأحداث (القصر) للتخفيف من الوصمة الاجتماعية وللتركيز على الجانب الإصلاحي بدلاً من العقابي.

تعليقات