يبدأ الفصل الأول بالتعريف بنسب ومولد ونشأة ابن خلدون في تونس، وكيف تلقى تعليمه الأولي في العلوم الشرعية واللغوية والفلسفية. يبرز الكاتب كيف أن ابن خلدون كان موهوبًا ومتفوقًا على أقرانه، وكيف تأثر بالمدرسة الفلسفية الإسلامية، وخاصة ابن رشد وابن سينا والفارابي.

يتناول الفصل الثاني مرحلة شباب ابن خلدون ومشاركته في الحياة السياسية والعسكرية في المغرب الأوسط والأقصى، والمناصب والوظائف التي شغلها في خدمة السلاطين والأمراء. يوضح الكاتب كيف تعرض ابن خلدون للمخاطر والمآزق والمغامرات في هذه الفترة، وكيف تعلم منها دروسًا في السياسة والحكم والتاريخ.

يتحدث الفصل الثالث عن رحلات ابن خلدون وأسفاره في بلاد المشرق والمغرب، وكيف استفاد من معرفة الأحوال والأخبار والتقاليد والعادات في كل بلد. يذكر الكاتب أهم اللقاءات والحوارات التي أجراها ابن خلدون مع العلماء والملوك والزعماء، وخاصة لقائه الشهير مع تيمورلنك في دمشق.

يصل الفصل الرابع إلى ذروة حياة ابن خلدون العلمية والفكرية، عندما ألف مؤلفه المقدمة في مصر، وكيف قدم فيها نظرية علمية ومنهجية لفهم الحضارة والتاريخ والمجتمع، مستندًا إلى مبادئ العقل والمنطق والتجربة والملاحظة. يحلل الكاتب أهم المفاهيم والمصطلحات التي استخدمها ابن خلدون في مؤلفه، مثل العمران والعصبية والدولة والأمة والثقافة والحضارة والتغير والتطور.

يختتم الفصل الخامس بالتحدث عن وفاة ابن خلدون في القاهرة، وتأثيره على الفكر الإسلامي والعالمي، وكيف أنه يعتبر رائدًا في علوم مختلفة، مثل علم الاجتماع والاقتصاد والسياسة والتاريخ والأنثروبولوجيا والجغرافيا والفلسفة.

يقدم الكتاب تقييمًا نقديًا لأفكار ابن خلدون، ويبرز مزاياها وعيوبها، ويناقش مدى ملاءمتها وصلاحيتها للعصر الحديث. الكتاب مفيد وممتع لكل من يريد التعرف على شخصية ابن خلدون وفكره، ويقدم رؤية جديدة ومتوازنة له، تجمع بين الاحترام والنقد، وتربط بين الماضي والحاضر.