كتاب سارتر والفكر العربي المعاصر
تحرير الدكتور أحمد عبد الحليم عطية
يرسم سارتر في أعماله لوحة مقتدرة للحياة، ناظراً إليها من زوايا جديدة کاشفة وفيها ينزع عن النفس البشرية
قشرة مدنيتها ويقشر طبقات من الخبرة في مهارة عنيفة كيما يكشف عن أعماق الحق، والحسية، والأعصبة في عصرنا،
وعن الشر الغامر الذي يمكن للإنسان الحديث أن ينحدر إلى مستواه.
وعلى كثرة معجبيه،. كثيراً ما تعرض للنقد بسبب عناصر التشاؤم التي يزخر بها مذهبه الوجودي وحصره نفسه بمحض اخـتـيـاره فـي نطاق عـالم ينكر وجـود الحقيقة الموضوعية مثلما ينكر قدرة العقل الإنساني على تجاوز حدود العالم المادي.
سارتر والفكر العربي المعاصر
جان بول سارتر كان من الفلاسفة الأكثر شهرة في القرن العشرين وله تأثير كبير على الفكر العربي المعاصر. لقد تم ترجمة كتاباته إلى اللغة العربية وتم تدريسها في الجامعات العربية، وكانت أفكاره تلقى استحسانًا وتأثيرًا كبيرًا في الثقافة العربية والفكر السياسي المعاصر.
ترجمت أعمال سارتر إلى اللغة العربية بدايةً من الخمسينيات من القرن الماضي، ومن ثم انتشرت رواياته ومقالاته وكتبه الفلسفية في العالم العربي. وقد أثرت أفكاره في الكثير من الفلاسفة والكتاب العرب، مثل علي شريعتي ومحمد عابد الجابري والطاهر بن جلون وغيرهم.
ومن بين أهم المفاهيم التي قدمها سارتر وتأثر بها الفكر العربي المعاصر هي مفهوم الوجودية والحرية والمسؤولية والحياة الإنسانية المعنوية وعدم الايديولوجية. كما ان سارتر كان ينتقد الأنظمة السياسية والاجتماعية المستبدة، وهذا التوجه تأثر به الكثير من المفكرين العرب الذين انتفضوا ضد الحكومات العربية المستبدة والدكتاتورية في السنوات الأخيرة.
وبالإضافة إلى ذلك، كان لسارتر أيضًا تأثير عميق على الأدب العربي المعاصر، حيث أن بعض الكتاب العرب اعتمدوا أسلوبه الأدبي في كتاباتهم، مثل الروائي التونسي عبد الرحمن المنيف.
بشكل عام، فإن الفكر العربي المعاصر قد تأثر بشدة بأفكار سارتر وأعماله، وهذا يتجلى في العديد من الكتب والمقالات والأفلام التي تناقش مفاهيم الوجودية والحرية والمسؤولية والعدم الايديولوجية وغيرها من المفاهيم التي قدمها سارتر.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن القول أن سارتر كان له تأثير مباشر على بعض الحركات الثورية والتحررية في العالم العربي، حيث أن بعض الناشطين والثوار اعتمدوا أفكاره في نضالهم ضد القمع والاستبداد.
ومن الأعمال التي تأثر بها الفكر العربي المعاصر لسارتر يمكن ذكر كتاب "الوجود والعدم" و"كيف يجب أن نعيش" و"الصراع الأخلاقي للإنسان العربي" و"القرار" وغيرها من الأعمال التي تناقش مفاهيم الوجودية والحرية والمسؤولية والحياة الإنسانية المعنوية.
وفي النهاية، يمكن القول أن سارتر كان له تأثير كبير على الفكر العربي المعاصر، وقد ترجمت أعماله إلى اللغة العربية وتم تدريسها في الجامعات العربية، وقد اعتمد بعض الفلاسفة والكتاب العرب على أفكاره في كتاباتهم وأعمالهم الفنية. وبهذا الشكل، يظل سارتر مؤرخًا في التاريخ الفكري والثقافي للعالم العربي.