علم اجتماع اللغة _توماس لوكمان _pdf
ملخص الكتاب:
علم اجتماع اللغة
۱ - مقدمة :
يمكننا ان نلتمس الدلائل على اهتمام الانسان باللغة ، بدءا
من المراحل الأولى للتفكير الأسطورى . ونلاحظ ان كثيرا من
الأديان قد جعلت للغة دورا هاما فى نطاقها . وأصبحت اللغة
في الثقافة الغربية - وهى ليست الوحيدة في ذلك ـ موضوعا
للبحث الفلسفى المنتظم. كما وأصبحت اللغة موضوع دراسة
تتوزعها الفلسفة والعلوم الامبريقية في مجالات علمية متميزة .
ولقد مرت هذه المجالات بتطور ملحوظ خلال الـ ( ١٥٠ )
سنة الماضية (۱) . ولم يقتصر دور اللغويين على كونه أداة وصل بين الميادين التقليدية فى الانسانيات والعلوم الاجتماعية ، بل يمكن ان نعتبرهم فى المجال الأخير متميزين بمناهج الدقة الوصفية والصياغات التي تتسم بالأحكام ويرجع أصل اللغة عامة ، الى الطبيعة الاجتماعية
للانسان .
ويرتبط وجود وظيفة اللغة والتغيرات التي تطرأ عليها ارتباطا وثيقا بالبناءات الاجتماعية من جهة وديناميكية
العلاقات بين الأفراد والجماعات والمؤسسات والمجتمع من
جهة اخرى . ويفترض ظهور اللغة نفسه - اضافة الى ضرورتها النفسية للحديث او الكلام - نوعا من الانتظام السلوكي عند الانسان .
ويعتمد هذا السلوك الانسانى على تبادلية العلاقات المباشرة وجها لوجه ، والتي تسمح بتطوير انماط اجتماعية ثابتة . ويعبر عن هذه الأنماط مختلفة بصيغ التنظيم العائلي ، والتعاون الاجتماعى وتوزيع العمل .
ويضمن استمرارية اللغة عمليات التنشئة التي ترتبط بمؤسسات تاريخية معينة . وتقرر هذه بدورها انماط فعل المجموعات الاجتماعية وأساليب حياة الأفراد . وهى بذلك ، تقرر بصورة غير مباشرة التغير التأريخي للغات.
